كان بالدرجة الأولى لانقاذ المسلمين من نكبتهم وتعرض المجاهدون أثناء ذلك لمعارك قاسية وهزائم أحياناً (?).
ازداد تطاول الانكشارية في الجزائر على الأهالي في الوقت الذي انصرف رجال البحر ليمارسوا الجهاد البحري على نطاق واسع (?)، لذلك حضر حسن فنزيانو من نشاطه البحري، الذي بادر إلى عودته إلى الجزائر حينما بلغه انتشار الفوضى بين الجنود، فانتصب على الجزائر للمرة الثانية، وفرض طاعته على الرعية وذلك في ربيع الثاني سنة 991هـ/ ابريل 1583م، ولم يعارض الباب العالي في توليه، لما كان له من العقل في حسم الخلاف وإطفاء نار الفتن واستتباب الأمن بالجزائر.
باشر حسن فنزيانو تسيير الإدارة بما عهد منه من نشاط وحزم فإنه لم يترك قيادة الأسطول العثماني بالجزائر لغيره، وكثرت في أيامه المغانم بما كانت تجلبه السفن من السواحل الاسبانية والجزر الشرقية من نفائس، وبما كان يستولي عليه من الأسرى والمغانم في غزواته.
وفي 992هـ/1584م أبحر حسن فنزيانو بأسطوله على ثغر بلنسية وحمل أعداداً كبيرة من مسلمي الأندلس، إذ أنقذهم من اضطهاد الاسبان، كما استطاع في السنة التالية انقاذ جميع سكان كالوسا، إذ حملهم إلى الجزائر وفي السنة بعدها توغل مراد رايس في المحيط الأطلس فأغار على جزر الكناري وغنم منها غنائم كثيرة بما فيهم زوجة حاكم تلك الجزر، وبقي حسن فنزيانو على رأس الحكومة العثمانية بالجزائر إلى أن استدعاه السلطان في اسطنبول ليتولى منصب إمارة البحر " قبودان دوريا " (?) وذلك بعد وفاة قلج علي سنة 995هـ/1587م.
بوفاة قلج علي انتهى في الجزائر نظم البيلربك الذي جعل من حكام الجزائر ملوكاً واسعي السلطة والنفوذ واستعيض عنه بنظام الباشوية مثلها في ذلك تونس وطرابلس (?)، ويفسر هذا التغيير في شكل الحكم العثماني بخوف السلطان العثماني في أن يتجه البيلربك بسبب قوتهم وضعف البحرية العثمانية نحو الاستقلال.