الأخيرة لم تتبع قيادة بويحي ودعا حسن بن خير الدين السفن الحربية الاسلامية للنهوض بنشاط يستهدف تخريب سواحل الأندلس والاستيلاء على سفن الهند ورفع تجار اشبيلية نتيجة لذلك شكواهم للملك الاسباني يشكوون فيها الفظائع التي تركتها سفن باديس والسفن الاسلامية الأخرى ضد السفن الاسبانية على طريق الملاحة والتجارة الهندية (?)، ولم تستطع السفن العبور دون إذن من بويحي، فعم الخوف سكان الساحل الاسباني، لدرجة أن هؤلاء لم يكونوا يزرعون أراضيهم إلا بكل حذر، وغالباً ما كان العثمانيون يحاصرونهم أثناء عملهم وكذلك الصيادون لم يكونوا يبتعدون كثيراً عن الشاطئ (?).
تابع المولى عبد الله سياسة والده الرامية الى مقاومة الهدف في المغرب والاستعانة في سبيل ذلك بأعداء العثمانيين من اسبان وبرتغال عن طريق مهادنتهم، والمحافظة على أحوال السلم معهم وقد دفعته سياسة المهادنة مع النصارى الى الاستجابة لكثير من المطالب التي تقدمت بها بعض الدول الأوروبية كفرنسا التي استقبل سفيرها وحمله الى الأمير أنطونيو دي بربون رسالة يعبر فيها عن استعداد المغرب للاستجابة للمطالب الفرنسية، ثم عقد الأمير الفرنسي معاهدة في شوال 966هـ/ يوليو 1559م مع المولى عبد الله الذي تنازل عن المرسى الصغير لفرنسا مقابل مده بالاسلحة والعتاد الحربي، وإرسال فرقة عسكرية تكون بمثابة حرس خاص للغالب، بعد ان فقد ثقته بالحرس التركي الذي سبق وأن أغتال والده محمد الشيخ كانت فرنسا بعد أن عقدت معاهدة كاتوكمبر سيس في 21 جمادى الأولى في سنة 966هـ/ 13 ابريل 1559م مع اسبانيا والتي أنهت الحرب الايطالية، أخذت تبحث عن أسلوب جديد يمكن الاعتماد عليه في حالة تجدد النزاع مع اسبانيا، خصوصاً وقد صار لفليب الثاني نفوذ قوى في اوروبا، لأن المعاهدة المذكورة دعمت نفوذ اسبانيا في ايطاليا والأراضي المنخفضة مما يهدد فرنسا، فأخذ في التقرب من المغرب البلد الاسلامي. ومما لاشك فيه أن فرنسا كانت ترى في المغرب حليفاً يمكن الاعتماد عليه، كما كانت ترى في ميناء القصر الصغير الاستراتيجي الذي لايبعد إلا بضع كيلومترات عن جبل طارق منطقة هامة يمكن إتخاذها للهجوم على اسبانيا.
ولعل ذلك كان سبباً في عدم قيام الدولة العثمانية بموقف إيجابي تجاه المعاهدة لأنها