أهلها في غرها، الناس منه في راحة، ونفسه منه في شغل طوبى لعبدٍ كسب طيباً، وقدم الفضل ليوم فقره وفاقته ووجهوا هذا الفضل حيث وجهه الله، ولا تلقوها هاهنا فيما يضركم (?). وكان يقول: ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل (?)، ومن درر كلامه قوله: يا ابن آدم إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك (?).

ـ النهي عن الكبر: قال الحسن: يا ابن آدم، كيف تتكبر وأنت من سبيل البول مرتين (?)، وقيل رأى الحسن نعيم بن رضوان يمشي مشية المتكبر فقال: انظروا إلى هذا ليس فيه عضو إلا ولله تعالى فيه نعمة وللشيطان لعنة (?).

3 ـ من تلاميذ الحسن البصري الذين اشتهروا بعلم السلوك:

كان الحسن البصري من علماء أهل السنة واهتم رحمه الله بعلم السلوك، وكان له مجلس خاص في منزله لا يكاد يتكلم فيه إلا في معاني الزهد والنسك (?)، وقد تأثر بمدرسة الحسن البصري مجموعة خيرة، لكوكبة نيرة، ونجوماً ساطعة من علماء أهل السنة، منهم:

أـ أيوب السختياني:

هو الإمام الحافظ سيد العلماء، أبو بكر بن أبي تميمة كيسان (?)، كان ثقة ثبتاً في الحديث، جامعاً عدلاً، ورعاً، كثير العلم (?)، وكان إذا سئل عن شيء ليس عنده فيه شيء قال: أسأل أهل العلم وكان كثيراً ما يقول: لا أدري. حتى قال حماد بن زيد: ما رأيت أحداً أكثر من قول: لا أدري من أيوب ويونس، وكان يحب ستر زهده ويقول: لأن يستر الرجل زهده خير له من أن يظهره (?)، وحج أيوب أربعين حجة، وكان عبيد الله بن عمر يرتاح قلبه في موسم الحج بلقاء أقوام نور الله قلوبهم بالإيمان، منهم أيوب (?)، وكان صديقاً ليزيد بن الوليد بن عبد الملك، فلما تولى يزيد الخلافة قال أيوب: اللهم أنسه ذكري (?)، وكان شديد التبسم في وجوه الناس (?).

* من مواقف وكلمات أيوب:

ـ تعظيمه لأهل السنة: قال أيوب: انه ليبلغني موت الرجل من أهل السنة فكأنما يسقط عضو من أعضائي (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015