والقضاء بين الناس ما كان لهما أن يظهرا على أرض الواقع مع الدعة والراحة والنوم، وإنما تتطلبا جهداً ووقتاً ونفقة للإعداد والتحضير، ثم الأداء (?).

6 ـ بيان حال الرواة لمعرف من يحتج بحديثه ومن لا يحتج (?):

كان من جهود التابعين في خدمة الحديث النبوي أداء بيان حال الرواة لمعرفة من يحتج بحديثه ومن لا يحتج.

أـ عن محمد بن سيرين قال: أدركت أهل الكوفة وهم يقدمون خمسة: من بدأ بالحارث الأعور ثنى بعبيدة السلماني، ومن بدأ بعبيدة ثنى بالحارث، ثم علقمة، ثم مسروق، ثم شريح (?).

ب ـ وعن قتادة قال: إذا اجتمع لي أربعة لم ألتفت إلى غيرهم، ولم أبال من خالفهم: الحسن، وابن المسيب، وإبراهيم، وعطاء هؤلاء أئمة الأمصار (?).

هذه هي أهم الجهود التي بذلوها في خدمة الحديث النبوي ومن أراد التوسع فليراجع السنة قبل التدوين (?) للدكتور محمد عجاج الخطيب، والتابعون وجهودهم في خدمة الحديث النبوي.

سادساً: منهج التزكية والسلوك عند التابعين مدرسة الحسن البصري مثالاً:

* الحسن البصري في عهد عمر بن عبد العزيز والدولة الأموية:

يعتبر الحسن البصري من المعاصرين لعمر بن عبد العزيز، كما أنه كان له تأثير واضح في الحياة الدينية والإجتماعية في عهد الدولة الأموية والحسن البصري هو أبو سعيد الحسن بن يسار ـ مولى زيد بن ثابت رضي الله عنه، من كبار التابعين، وإمام أهل البصرة، وحبر الأمة وقتها، وأمه ((خيرة)) مولاة أم المؤمنين أم سلمة ـ رضي الله عنها. ولد عام 21هـ في المدينة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ويقال الحسن أرضعته ـ أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ حيث كانت أمه ـ خيرة ـ تخرج لشراء بعض الحاجيات، فيبكي الطفل فتأخذه أم سلمة بين يديها، وتضعه في حجرها، وتلقمه ثديها، فيدر الثدي لبناً، فيرضع الحسن، وبذلك تكون أمه من الرضاعة، وقد كانت فصاحته وعلمه من هذه البركة ومن البديهي أن يتعرف الطفل الصغير على بيوت أمهات المؤمنين وينهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015