حدثني عروة صدق عندي حديث عمرة حديث عروة، فلما تبحرتهما إذا عروة بحر لا ينزف (?).
ـ أو مقابلة حديث الراوي بحديث نفسه ولكن على فترات متباعدة: كما جاء أن هشام بن عبد الملك أراد التأكد من حفظ الزهري، فاختبره بنفسه حيث سأله أن يملي على بعض ولده فدعا بكتاب، فأملى عليه أربعمائة حديث، ثم إن هشاماً قال له بعد شهر أو نحوه، يا أبا بكر إن ذلك الكتاب ضاع، فدعا، بكتاب فأملاها عليه، ثم قابله هشام بالكتاب الأول فما غادر حرفاً (?).
ـ أو بقلب الأسانيد والمتون: كما جاء عن حماد بن سلمة قال: كنت أسمع أن القصاص لا يحفظون الحديث، فكنت أقلب الأحاديث على ثابت: أجعل أنسا لابن أبي ليلى وبالعكس أشوشها عليه فيجئ بها على الاستواء (?).
ـ ومن معرفة المبتدع بإعراضه عن السنة إلى القرآن: عن أبي قلابة: قال: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال: دعنا من هذا، وهات كتاب الله فأعلم أنه ضال (?).
ـ ومن ضرورة حفظ القرآن قبل الاشتغال بالحديث: عن حفص بن غياث قال: أتيت الأعمش فقلت: حدثني، قال: أتحفظ القرآن؟ قلت: لا قال: أذهب، فاحفظ القرآن، ثمّ هلمّ أحدثك، قال: فذهبت فحفظت القرآن، ثم جئته فاستقرآني، فقرأته، فحدثني.
5 ـ إجابة المستفتين، والقضاء بين الناس:
كان من جهود التابعين في خدمة أداء: إجابة المستفتين، والقضاء به بين الناس، هذا علقمه بن قيس النخعي يتفقه به أئمة، كإبراهيم، والشعبي، ويتصدى للإمامة والفتيا بعد علي وابن مسعود، وكان يشبه بابن مسعود في هديه، ودله، وسمته وكان طلبته يسألونه ويفقهون به، والصحابة متوافرون (?). وعن أبي الزناد قال: كان الفقهاء السبعة الذين يسألون بالمدينة، وينتهي إلى قولهم: سعيد بن المسيب، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعروة، والقاسم، وعبيد الله بن عبد الله وخارجة بن زيد، وسليمان بن يسار (?). ولا شك أن إجابة المستفتين