موضع الفسطاط والأسكندرية، ومن هؤلاء عمرو بن العاص، عبد الله بن عمرو بن العاص، الزبير بن العوام، وكان من أكثر الصحابة تأثيراً في مصر عقبة بن عامر رضي الله عنه (?)، وغير ذلك من الصحابة يرجع إليهم الفضل في دعوة الناس وتوجيههم نحو دينهم (?)، وجاءت طبقة التابعين، وكان منهم أئمة ودعاة، ومن هؤلاء:

يزيد بن أبي حبيب: الإمام الحجة، مفتي الديار المصرية أبو رجاء الأزدي كان من جلة العلماء العاملين، ارتفع بالتقوى مع كونه مولى أسود (?). قال عنه الليث بن سعد: يزيد بن أبي حبيب سيدنا وعالمنا (?). توفي سنة ثمان وعشرين ومائة (?).

8 ـ مدرسة شمال إفريقيا:

دخل القادة الفاتحون شمال إفريقيا وكان على رأسهم عمرو بن العاص ثم عبد الله بن سعد بن أبي السرح رضي الله عنهم ثم تابع معاوية بن حديج فتح إفريقية، وولى معاوية بن أبي سفيان على مصر وإفريقية، وجاء بعده عقبة بن نافع الفهري فاختط مدينة القيروان، وسار في الناس سيرة حسنة وكان من خيار الولاة والدعاة، الذين جاهدوا ودعوا بالسيف والكلمة ثم قام على إفريقية ولاة صالحون ساروا على النهج نفسه (?). وفي عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز بعث إسماعيل بن أبي المهاجر والياً على إفريقية سنة مائة، فكان داعية إلى الإسلام بلسانه وأعماله وأخلاقه، فأحبه الناس، وأحبوا دينه، وحرص على دعوة البربر إلى الإسلام، فاستجابوا لدعوته، وأسلموا على يديه، واهتم إسماعيل بتعليم الناس أحكام الشريعة، وتفقيههم في الحلال والحرام وكان عمر بن عبد العزيز بعث معه عشرة من التابعين من أهل العلم والفضل، وأهل إفريقية يومئذ من الجهل بحيث لا يعرفون أن الخمر حرام حتى وصل هؤلاء فعلموا الناس الحلال والحرام (?)، وسيأتي الحديث عن الفقهاء العشرة في محله بإذن الله ومن خلال ما سبق من الحديث عن المدارس العلمية يظهر أهمية توريث العلم والخبرات الدعوية عند السلف وامتداد ذلك يشمل أقاليم الدولة الإسلامية ونستفيد أيضاً أهمية تفريغ مجموعة من أذكياء الأمة للتعلم والتعليم والافتاء والإرشاد والوعظ ونشره بين الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015