مراعاة ما قد يسببه اللين وعدم التزام الجد في القول، وإكثار الضحك، والهزل واللعب أحياناً، من التباطؤ في أداء متطلبات التعليم، من إقدام وعلوِّ همه، وفهم وإدراك بالكفاءة المطلوبة، والثالث: ما ينجم عن تيار المجون والملاهي والغناء، وحضور المعازف، من ضياع وقت أولى أن يكون للعلم، وتبلد الإحساس العلمي، ورابعها: مراعاة النواحي النفسية للناشئين، وما قد يصيبهم من الملل، وتأثير ذلك على المستوى المطلوب من الفهم، وضرورة الترويح عن النفس ساعة بعد ساعة، وجعل وقتاً للراحة بين الحين والآخر، وأخير الإهتمام بالمردود الإيجابي للرياضة وممارسة الرماية والسير بين الأغراض على الجسم وصحته والعقل وسلامته والذهن وصفائه (?)

من نتائج منهج عمر بن عبد العزيز في تربية أولاده:

* ـ من نتائج منهج عمر بن عبد العزيز في تربية أولاده: ابنه عبد الملك:

من نتائج منهج عمر في تربية أولاده ذلك النموذج الرباني المتمثل في ابنه عبد الملك، ويعتبر عبد الملك نموذج للشباب الذي عاش في رغد العيش، وسعة الرزق، ورفاهية الحياة، فحياته مثال لكثير من أبناء المسلمين الذين كانوا على شاكلته وإليك شيء من مواقفه:

1 ـ عبادته وبكاؤه: عن عاصم بن أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان وهو ابن أخي عمر بن عبد العزيز قال: وفدت إلى سليمان بن عبد الملك، ومعنا عمر بن عبد العزيز، فنزلت على ابنه عبد الملك وهو عزب، فكنت معه في بيت فصلينا العشاء، وأوى كل رجل منا إلى فراشه، ثم قام عبد الملك إلى المصباح فأطفأه، ثم قام يصلِّي، حتى ذهب بي النوم، فاستيقظت فإذا هو في هذه الآية: ((أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ .. )) (الشعراء، الآيتان: 205 ـ 206). فبكى، ثم يرجع إليها، فإذا فرغ منها فعل مثل ذلك، حتى قلت: سيقتله البُكاءُ، فلما رأيت ذلك قلت: لا إله إلا الله والحمد لله كالمستيقظ من النوم لأقطع ذلك عليه، فلما سمعني سكت فلم أسمع له حِسَّا (?) رحمه الله.

2 ـ علمه وفقهه وفهمه: جمع عمر بن عبد العزيز الناس واستشارهم في رد مظالم الحجّاج، فكان كلما استشار رجلاً قال له: يا أمير المؤمنين، ذاك أمر كان في غير سلطانك ولا ولايتك، فكان كلما قال له رجل ذلك أقامه، حتى خلص بابنه عبد الملك، فقال له ابنه عبد الملك: يا أَبَهْ ما من رجل استطاع أن يردَّ مظالم الحجَّاج إن لم يردها أن يشركه فيها. فقال عمر: لولا أنك ابني، لقلت أنك أفقه الناس، وهذا الذي قاله عبد الملك، ومدحه عليه أبوه، وهو الصواب، فإن الإمام إذا قدر على رد مظالم من قبله من الولاة وجب عليه وهو ذلك بحسب الاستطاعة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015