عن الطريق وقع في وادي الهلكة والضلالة، إلا فإن الله سائل كلا عن كل، فمن صحت نيته ولزم طاعته، كان الله له بصراط التوفيق، وبرصد المعونة فكتب له سبيل الشكر والمكافأة فأقبلوا العافية فقد رزقتموها، والزموا السلامة فقد وجدتموها، فمن سلمنا منه، سلم منا ومن تاركنا تاركناه ومن نازعنا نازعناه فارغبوا إلى الله في صلاح نياتكم وقبول أعمالكم وطاعة سلطانكم، فإني غير مبطل لله حداً ولا تارك له حقاً، أنكثها عثمانية عمريه (?). أي الشدة واللين (?).

3 ـ مفهوم الشورى عند سليمان:

3 ـ مفهوم الشورى عند سليمان: وتأكيداً على مفهوم الشورى الذي جعله سليمان أحد دعائم حكمه، وصفة لنهجه الجديد قال: وقد عزلت كل أمير كرهته رعيته، ووليت على أهل كل بلد، من أجمع عليه خيارهم واتفقت عليه كلمتهم (?). ويقول رحم الله امرءاً عرف سهو المغفل عن مفروض حق واجب فأعان برأي (?). ويقول أيضاً في موقع آخر: أيها الناس رحم الله من ذُكِّرَ فاذّكر فإن العظة تجلو العماء (?) هذا النهج الجديد، مخالف لما نهجه عبد الملك والوليد في سياسة الدولة، القائمة على بسط النفوذ والسلطة بالقوة والتضييق على الناس (?)، فعبد الملك بن مروان يقول في إحدى خطبه: والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه (?)، وكان عبد الملك بن مروان: أول من نهى عن الكلام بحضرة الخلفاء، وكان الناس قبله يراجعون الخلفاء ويعترضون عليهم فيما يفعلون (?)، ولما حضرته الوفاة قال للوليد وكان يبكي عليه عند رأسه: يا وليد، لا ألفينك إذا وضعتني في حفرتي أن تعصر عينيك كالأمة الورهاء (?)، بل ائتزر وشمر، والبس جلد النمر، وادع الناس إلى البيعة ثانياً، ومن قال برأسه كذا، فقل بالسيف كذا (?)، وقد سار الوليد بن عبد الملك على هذا النهج، فمن خطبته عندما تولى الخلافة قوله: .. أيها الناس من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذي في عيناه ومن سكت مات بدائه (?). فهذا النهج الذي وضحه سليمان في خطبته وسار عليه في خلافته تنبه عدد من المؤرخين القدامى إليه وأشاروا إلى جوانبه المختلفة في كتاباتهم فوصفه بعضهم بأنه من خيار بني أمية (?)، وحتى المؤرخ الشيعي المسعودي وصفه إلى إشارة السلامة والعافية ونزوعه إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015