وخواصَّ من الناس (?)، وطلب الوليد من عمر بن عبد العزيز، فامتنع عمر وقال: لسليمان في أعناقنا بيعة، فغضب الوليد، وطيَّن على عمر، ثم فتح عليه بعد ثلاث، وقد ذبل ومالت عنقه وقيل: خنق بمنديل حتى صاحت أمُّ البنين أخت الوليد، فلذلك شكر سليمان لعمر وأعطاه الخلافة من بعده وقد حج عبد العزيز بن الوليد بالناس وكان لبيباً عاقلاً، دعا إلى نفسه بالخلافةـ بعد موت سليمان ـ فلمّا سمع باستخلاف خاله سكن، ودخل في الطاعة (?).
وأصرّ الوليد على بيعة ابنه وخلع أخيه سليمان وكتب إليه يأمره بالقدوم فأبطا، فاعتزم الوليد المسير إليه وعلى أن يخلعه، فأمر الناس بالتأهب وأمر بحُجَره فأخرجت، فمرض ومات قبل أن يسير وهو يريد ذلك (?)، وكان آخر ما تكلم به الوليد عند موته: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله وكان نقش خاتمه: يا وليد إنك ميت (?)، وكان عمر بن عبد العزيز ممن حضر دفنه قال: لتنزلنه غير موسد ولا ممهد قد، خلفت الأسباب وفارقت الأحباب، وسكنت التراب، وواجهت الحساب، فقيراً إلى ما تقدم عليه غنيِّا عما يخلف (?).
وكانت وفاة الوليد يوم السبت في النصف من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين في قول جميع أهل السير (?)، واختلف في قدر مدة خلافته واخترت قول الزهري في ذلك: ملك الوليد عشر سنين إلا شهراً (?)، واختلف في سنه لما مات فقيل ست وأربعين سنة وأشهر، وقيل توفي وهو ابن خمس وأربعين سنة وقيل وهو ابن اثنتين وأربعين سنة وأشهر وقيل سبع وأربعين سنة (?)، وقيل صلى عليه عمر بن عبد العزيز وكان له: تسعة عشر ابناً: عبد العزيز ومحمد والعباس، وإبراهيم، وتمام، وخالد، وعبد الرحمن، ومبشر، مسرور، وأبو عبيدة، وصدقة، ومنصور، ومروان، وعنبسة، وعمرو، وروح، وبشر، ويزيد، ويحي،. وأم عبد العزيز ومحمد أم البنين بينت عبد العزيز بن مروان، وأم أبي عبيدة فزارية، وسائرهم لأمهات شتى (?).
هو سليمان بن عبد الملك بن أبي العاص بن أمية الخليفة أبو أيوب القرشي الأموي بويع بعد أخيه الوليد سنة ست وتسعين، وكان له دار كبيرة مكان طهارة جيرون (?)، وكان دينا