يعتبر عهد الوليد امتداد لأبيه في النظام السياسي والاقتصادي والإداري وغيرها ويبدو أن ديوان المستغلات ظهر ذكره في عهد الوليد، وكان هذا الديوان ينظر في إدارة أموال الدولة غير المنقولة من أبنية وعمارات وحوانيت ولأول مرة ترد إشارة ديوان المستغلات في عهد الوليد حيث ذكر أن نفيع بن ذؤيب تقلد للوليد بن عبد الملك ديوان المستغلات، وأن اسمه مكتوب على لوح في سوق السراجين بدمشق (?). وهذا يدل على: أن الديوان كان قائماً في خلافة الوليد، ولعله أحدث قبل هذا الوقت، وأن وجود اسمه على لوح في سوق دمشق له دلالته على وجود أملاك عائدة إلى الدولة، وإن نفيع كان يشرف على جباية وارداتها (?).
أخذ الخلفاء الأمويون والأمراء أنفسهم بتلاوة القرآن وختمه من وقت لآخر وقد شب الوليد على حب القرآن الكريم والاكثار من تلاوته وحث الناس على حفظه وإجازتهم على ذلك، حدث إبراهيم بن أبي عبلة قال: قال لي: الوليد بن عبد الملك يوماً في كم تختم القرآن؟ قالت: كذا وكذا، فقال: أمير المؤمنين على شغله يختمه في ثلاث ـ وقيل في سبع ـ قال: وكان يقرأ في شهر رمضان سبعة شعرة ختمة، قال إبراهيم: رحم الله الوليد، وأين مثله؟ بنى مسجد دمشق، وكان يعطيني قطع الفضة، فأقسمها على قرّاء بيت المقدس (?)، ورى الطبري أن رجلاً من بني مخزوم سأل الوليد قضاء دين عليه. فقال: نعم إن كنت مستحقاً لذلك، قال: يا أمير المؤمنين، وكيف لا أكون مستحقاً لذلك مع قرابتي؟ قال: أقرأت القرآن؟ قال: لا، قال: أدن مني فدنا منه، فنزع عمامته بقضيب كان في يده وقرعه قرعات بالقضيب، وقال للرجل: ضم إليك هذا فلا يفارقك حتى يقرأ القرآن، فقام إليه عثمان بن يزيد بن خالد ... فقال يا أمير المؤمنين إن علي ديناً، فقال: أقرأت القرآن قال: نعم، فاستقرأه عشر آيات من الأنفال، وعشر آيات من براءة، فقرأ، فقال: نعم نقض عنكم، ونصل أرحامكم على هذا (?). وقال عنه ابن كثير: .. فقد كان صيناً في نفسه حازماً في رأيه يقال: إنه لا تعرف له صبوة ومن جملة محاسنه ما صح عنه أنه قال: لولا أن الله قص علينا قصة لوط في كتابه ما ظننت أنَّ ذكراً يأتي ذكراً كما تؤتي النَّساءُ (?)