من بعده وكان عمره يوم مات ستين سنة، وقيل ثلاث وستين سنة وقيل ثمان وخمسين سنة (?)، ودفن بين باب الجابية وباب الصغير (?)، وكان نقش خاتمه (آمنت بالله مخلصاً) (?)، وانفرد بالخلافة منذ مقتل ابن الزبير إلى وفاته، والصحيح أنه لما مات كان عمره ستين سنة حيث ولد عام ستة وعشرين هجرية (?).
هو أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، الدمشقي بويع بعهد من أبيه، وكان مترفاً دميماً، قليل العلم نهمته في البناء، أنشأ جامع بني أمية وأنشأ أيضاً مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزخرفه ورزق في دولته سعادة، ففتح بوابة الأندلس، وبلاد الترك، وكان لحنة وحرص على النحو أشهراً، فما نفع وغزا الروم مرات في دولة أبيه، وحج وقيل كان يختم في كل ثلاث، وختم في رمضان سبعة عشرة ختمة، وكان يقول: لولا أن الله ذكر قوم لوط ما شعرت أن أحداً يفعل ذلك. وكان فيه عسف وجبروت. وقيام بأمر الخلافة، وقد فرض للفقهاء والأيتام والزّمنى والضعفاء وضبط الأمور (?).
كان الوليد بن عبد الملك من اشهر خلفاء بني أمية وهو أكثرهم عناية بالبناء والعمران حتى لقب مهندس بني أمية، وأراد الوليد أن يبني المسجد النبوي ويشيده بما يليق به وبعظمة الخلافة في عهده، فصمم على تنفيذ ذلك المشروع وهو توسعة المسجد النبوي، وأدخل حجر أمهات المؤمنين وحجرة فاطمة وحجرة عائشة رضي الله عنهن جميعاً في المسجد إضافة إلى أن المؤرخين قد ذكروا أن بعض جدران الحجرة قد بدأ فيه الخلل نتيجة القدم (?)، وعندما وصل خطابه بذلك إلى واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز جمع الفقهاء العشرة (?) ووجوه الناس وأخبرهم بما أمر به الوليد فأنكروا ذلك وكرهوه ورأوا أن بقاء بيوت النبي صلى الله عليه وسلم على حالها أدعى للعبرة والاتعاظ (?)،وقد قال الفقهاء: هذه حجر قصيرة السقوف وسقوفها من