انتعاش حركة المقاومة المسيحية ـ في المنطقة التي لم يتمكن المسلمون من فتحها وهي المنطقة الشمالية الغربية بزعامة بلاي (?)، مما اضطره إلى العودة للقضاء على تلك المقاومة، وبينما هو مشغول بذلك عزله الخليفة عمر بن عبد العزيز 99 ـ 101هـ وعين مكانه السمح بن مالك الخولاني 100هـ ـ 102هـ (?).
أولاً: فتوحات المهلب بن أبي صفرة: كوفئ المهلب بن أبي صفرة على إخلاصه للدولة وتفانيه في محاربة الخوارج أميراً على خراسان عام 78 هـ بناء على توصية الخليفة عبد الملك، فنزل العاصمة مرو، ثم أخذ يعيد الهدوء والأمن والنظام إلى البلاد، ولأول مرة بعد أربع عشرة سنة، تمّ إرسال جحافل المسلمين من جديد نحو الشرق إلى بلاد تركمان 80 هـ (?)، فعبر المهلب بنفسه نهر بلخ ((سيحون)) ونزل كش (?)، ثم جعل يغزو البلاد غزواً متواصلاً لا يفتر عن الجهاد، فخيل له بسمرقند، وأخرى ببخاري وثالثة بطخارستان ورابعة ببست (?)، وكان كلما فتح فتحاً أخرج الخمس لبيت المال وأرسله إلى الحجّاج ويقسم الباقي بين أصحابه (?)، وكان على مقدمته أبو الأدهم الزماني في ثلاثة الآلف وهو في خمسة الآلف، ووجه المهلب ابنه يزيد إلى بلاد الختل، وملكها الشبل بناء على ترغيب ابن عم الملك وفي بلاد الختل تمكن الملك الشبل من ابن عمه فقتله، أما يزيد بن المهلب، فقد استطاع تحقيق أهداف الحملة، فقد اضطره إلى المصالحة ودفع الفدية، بعد أن هزمه عسكرياً وقام. بمضايقته في حصار قلعة الشبل، وأرسل ابنه الثاني حبيب إلى رابنجن، فوافى صاحب بخاري في أربعين ألفاً، فقام قسم من أهالي بخار بالهروب والاختباء بإحدى القرى فاجتثهم وعاد حبيب إلى أبيه منتصراً (?).
كان المهلب من التابعين، فقد ولد عام الفتح الذي كان سنة ثمان الهجرية ومات سنة 82 هـ