توفرت فيه شروط صعبة التوفر (?)، وعين الخليفة عبد الملك بن مروان على شرطته: عبد الله بن هاني الأودي (?)، ثم استبدل به يزيد بن كبشة السكسكي ثم عزل الكثير من هذا المنصب وآخرهم في عهد عبد الملك، كعب بن حامد العبسي (?)، ولم تكن مهمة الشرطة في عهد عبد الملك هي الجناة واللصوص فحسب، بل مارست الشرطة عملاً مهماً، إلا وهو عملية تنظيم وضبط نزول جيوش الخلافة ورحيلها أثناء الحملات العسكرية، فقد قلد الخليفة الحجّاج بن يوسف الثقفي هذه المهمة، فنجح فيها في عدة مناسبات وتمكن من ضبط جيش الخليفة وتأدية مهمته على أحسن وجه (?)، وكانت الشرطة موجودة في كافة أقاليم الدولة وتابعة لولاتها. واتخذ الخليفة عبد الملك بن مروان، حرساً خاصاً به (?)، ويرأس هؤلاء الحرس رئيس، يعين ويعزل من الخليفة، وهو المسئول عن أفراد حرسه أمام الخليفة. ويبدو أن أعدادهم لم تكن قليلة، وكانت مهمة الحرس الأساسية، هي حماية الخليفة، والمحافظة على سلامته، في حله وترحاله، وتنفيذ أوامره ومن الجدير بالذكر أن جميع رؤساء حرس عبد الملك كانوا من الموالي وبخاصة من موالي الخليفة نفسه، ويبدو أن ذلك راجع إلى طبيعة أعمال هؤلاء المرتبطة دوماً بالخليفة، والتي تستوجب أن يكونوا موضع ثقة الخليفة للاطمئنان على سلامته وكان الخليفة ينتقل في مدن بلاد الشام، ونظم إقامته على هذا الأساس، فلن يكن يقيم بدمشق طوال العام، بل كان يشتو بالصَنبرة من الأردن، وإذا انتهى الشتاء نزل الجابية، وفرّق الأرزاق على أصحابه، فإذا مضت أيام من آذار دخل دمشق، حتى إذا اشتد الحر أتى بعلبك فقام بها حتى تهيج رياح الشتاء فيرجع إلى دمشق، فإذا اشتد البرد خرج إلى الصنبرة (?)، وهذه التنقلات كانت تخضع لنظام حراسة مشدد، ومن أراد التفصيل فليراجع كتاب الشرطة في العصر الأموي، للدكتور أرسن موسى رشيد.

المبحث السادس: العلماء والشعراء في عهد عبد الملك:

أولا: العلماء:

أولاً: العلماء: اختلف موقف العلماء من عبد الملك فهناك من خرج عليه، كعبد الرحمن بن أبي ليلى، وسعيد بن جبير، وهناك من ابتعد عنه والتزم بالبيعة كالحسن البصري وغيره، وهناك من كان قريباً منه ناصحاً له كقبيصة بن أبي ذؤيب وقد اخترت مجموعة من العلماء لمن كانت لهم قربة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015