ـ أنهم كفروا القعدة. ونافع أول من أظهر البراءة من القعدة عن القتال، وإن كانوا موافقين له على دينه وكفر من لم يهاجر إليه فهذه من أهم البدع الني فارق بها الأزارقة بقية الخوارج (?).

فارق الأزارقه بقيادة نافع بن الأزرق عبد الله بن الزبير عند ما تبين لهم أنه لم يكن على رأيهم فيما يذهبون إليه، وقد أنبث أفراد هذه الفرقة الخارجية في مناطق البصرة والأهواز وما وراءها من بلاد فارس وكرمان في أيام عبد الله بن الزبير وصاروا يحاربون المسلمين جهاراً (?)، وجاءت تولية المهلب على حرب الأزارقة بناء على اختيار أهل البصرة له واقتران ذلك بموافقة عبد الله بن الزبير (?)، إلا أن المهلب لم يخرج لقتالهم إلا بعد أن اشترط على أهل البصرة جملة شروط أجابوه إليها، فخوّل الحق باختيار من يشاء من المقاتلة، وأن تكون له أمرة وخراج كل بلد يقع في حوزته (?)، وانتخب المهلب اثني عشر ألف رجل من أخماس البصرة، ولم يكن بيت المال سوى مئتي ألف درهم عجزت عن عطاء الجند وعن تجهيزاتهم، فبعث المهلب إلى التجار وقال لهم أن تجارتكم منذ حول قد كُسرِت بانقطاع موارد الأهواز وفارس عنكم، فهلمّ فبايعوني وأخرجوا معي أُوفيكم إن شاء الله حقوقكم، فأخذ منهم من المال ما يصلح به عسكره، واتخذ لأصحابه ما يلزم من التجهيزات، فلما انتصر المهلب على الخوارج، قام بجباية الخراج من الكور حتى قضى للتجار ما أخذ منهم (?).

استمر المهلب يقاوم الخوارج ما يقرب من عامين، ثم استدعاه مصعب بن الزبير الذي أصبح والي البصرة من قبل أخيه عبد الله ليشترك معه في حرب المختار الثقفي سنة 67هـ وبعد هزيمة المختار عين مصعب المهلب والياً على الموصل والجزيرة وأذربيجان وأرمينية (?)، ولكن أحد لم يستطع أن يقوم مقام المهلب في مقاومة الخوارج مما اضطر مصعباً أن يستدعيه من الموصل ليتولى قتالهم من جديد (?)، وبينما المهلب يقاوم الخوارج في الأهواز تمكن عبد الملك بن مروان من سيطرة الدولة الأموية على العراق، بعد مقتل مصعب بن الزبير سنة 72هـ (?)، وولي أخاه بشر بن مروان على العراق وأمره بإبقاء المهلب على حرب الخوارج ومساعدته، فعمل بشر بما أمره به أخوه وبرهن المهلب على إخلاصه في حرب الخوارج

طور بواسطة نورين ميديا © 2015