الملك إلى الحجاج بن يوسف ألا يخالف عبد الله بن عمر في الحج (?) لما يعرفه من فضله وفقهه (?).
8 - ابن عمر - رضي الله عنه - والحجاج: بقى الحجاج بن يوسف الثقفي واليًا على مكة بعد مقتل ابن الزبير, وكان عبد الله بن عمر يترك المدينة ويأتي مكة حاجًا أو معتمرًا, ويرى أو يسمع من أفعال الحجاج وأقواله المخالفة للشرع, فيأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر, ويرد عليه بكل جرأة وشجاعة (?) وبعدما قتل الحجاج عبد الله بن الزبير وتمت له السيطرة على مكة خطب الناس, وكان مما قال: إن ابن الزبير حرَّف كتاب الله, وفي رواية غيَّر كتاب الله, فقام ابن عمر وقال: كذبت كذبت كذبت, ما يستطيع ذلك, ولا أنت معه (?) , وخطب الحجاج الناس يوم الجمعة, فأطال حتى كاد يذهب وقت الصلاة, فقام ابن عمر: فقال: أيها الناس, قوموا إلى صلاتكم, فقام الناس, فنزل الحجاج فصلى, فلما انصرف قال لابن عمر ما حملك على ذلك؟ فقال: إنما نجئ للصلاة فصلِّ الصلاة لوقتها, ثم بقبق (?) بعد ذلك ما شئت من بقبقة (?) , كما أنكر ابن عمر على الحجاج تهاونه في إشاعة حمل السلاح في مكة وتركه لرجال جيشه يضايقون به المسلمين
ويعرضون حياتهم بذلك للخطر, ففي الصحيح عن سعيد بن جبير قال: كنت مع ابن عمر حين أصابه سنان الرمح في أخمص قدمه, فلزقت قدمه بالركاب, فنزلت فنزعتها وذلك بمنى, فبلغ الحجاج فجعل يعوده, فقال الحجاج: لو نعلم من أصابك! فقال ابن عمر: أنت أصبتني, قال: وكيف؟ قال: حملت السلاح في يوم لم يكن يحمل فيه, وأدخلت السلاح الحرم ولم يكن السلاح يدخل الحرم.
وفي رواية عن إسحاق بن سعيد عن أبيه قال: دخل الحجاج على ابن عمر وأنا عنده فقال: كيف هو؟ فقال: صالح. فقال: ما أصابك؟ قال: أصابني من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحل فيه حمله؛ يعني الحجاج (?) ولما خرج الحجاج قال ابن عمر: ما آسى على شيء من هذه الدنيا إلا على ثلاث, وذكر منها: ألا أكون قاتلت هذه الفئة الباغية التي حلت بنا (?) , يقول الذهبي في تعليقه: يعني بالفئة الباغية الحجاج (?) وأنا أزيد: ومن أرسله.