مولى صفية بنت حي - أخرج أربعة محمولين وكان ابن الزبير منهم (?)، وكان ابن الزبير يخطب بمكة ويقول في خطبته: فجرحت بضعة عشر جرحًا وإني لأضع يدي

اليوم على تلك الجراحات التي جرحت مع عثمان، فأرجو أن تكون خير أعمالي (?)، وفي هذا وضوح موقف ابن الزبير من عثمان وأنه يراه إمام حق ورشد، وأن المعتدين عليه مجرمون، وأن قتالهم من أفضل الأعمال عند الله، ومنها نستفيد أن الدفاع عن أولياء الله الصالحين بأي وسيلة شرعية من الذب عن أعراضهم وشدّ أزرهم من الأعمال الصالحة. ومما يدل على أهمية الدور الذي كان يقوم به ابن الزبير في الذود عن عثمان ما ذكرته الروايات من أن عثمان أمّر ابن الزبير يوم الدار وقال: من كانت لي عليه طاعة فليطع عبد الله ابن الزبير (?). وفي رواية: أنه أمره أن يصلي بأهل داره فترة الحصار، وكان ابن الزبير يصلي بهم في صحن الدار (?).

6 - في معركة الجمل:

كان ابن الزبير يوم الجمل على الرجّالة وقد أصابه يومئذ تسع عشرة جراحة، وقد تبارز يومئذ هو ومالك بن الحارث بن الأشتر، فاتَّحدا فصرع الأشتر ابن الزبير، فلم يتمكن الأشتر من القيام عنه، بل احتضنه ابن الزبير وجعل ينادى ويقول: اقتلوني ومالكًا واقتلوا مالكًا معي (?). فأرسلها مثلاً. ثم تفرَّقا ولم يقدر عليه الأشتر، وقد قيل: إنه جرح يومئذ بضعًا وأربعين جراحة ولم يوجد إلا بين القتلى وبه رمق، وقد أعطت عائشة لمن بشَّرها بأنه لم يقتل عشرة آلاف درهم وسجدت لله شكرًا، وقد كانت تحبه حبًا شديدًا، لأنه ابن أختها، وكان عزيزًا عليها، وقد روُى عن عُروة أنه قال: لم تكن عائشة تحب أحدًا بعد

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبى بكر مثل حُبَّها عبد الله بن الزبير، وقال عروة: وما رأيت أبى وعائشة يدعوان لأحد من الخلق مثل دعائهما لابن الزبير (?).

7 - جهاده أيام معاوية رضي الله عنهما:

تولى أمر إفريقية معاوية بن حديج، فكان عبد الله بن الزبير ساعده الأيمن بالفتح والجهاد، وقد سار معاوية بن حديج في جيش قوامه عشرة الآف مقاتل، وفتح بنزرت سنة إحدى وأربعين، كما دخل (القيروان) سنة خمس وأربعين، وبث السرايا في البلاد، وبعث إلى (سوسة) عبد الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015