وقعة الحرة، وتتشوه صورة الخليفة في أعين المسلمين ثم يتوفى بعد ذلك بقليل أين غاب حلم معاوية عن ولي عهده؟ أغلب الظن أن الذي ورط يزيد في هذه الأخطاء الشنيعة هو غياب المستشارين الحكماء عن مجلسه وحداثة سنه وقلة خبرته. كما أن يزيد كان يفقد حلم أبيه، وتنقصه قوة إرادته في الحلول السلمية، لقد كانت الكوارث الكبرى في عهد يزيد مقتل الحسين رضي الله عنه، ووقعة الحرّة بالمدينة وحصار مكة لابن الزبير، لقد وصم يزيد عهده بوصمة لن يمحوها ماء البحار، ولن تزيل مرارتها عذوبة الأنهار (?).

إن أهل السنة والجماعة يعتبرون بيعة يزيد صحيحة ولكنهم عابوا عليها أمرين:

1 ـ قالوا إن هذه بدعة جديدة وهي أنه جعل الخلافة في ولده فكأنها صارت وراثة بعد أن كانت شورى وتنصيص على غير القريب، فكيف قريب وابن مباشر، فمن هذا المنطق رُفض المبدأ بغض النظر عن الشخص فهم رفضوا مبدأ أن يكون الأمر وراثة.

2 ـ أنه كان هناك من هم أولى من يزيد بالخلافة كإبن عمر وابن الزبير والحسين وغيرهم هذا من وجهة نظر أهل السنة (?).

أما من وجهة نظر الشيعة فإنهم يرون الإمامة والخلافة في علي وأبنائه فقط، فهم لا يعيبون بيعة يزيد بذاتها وإنما يعيبون كل بيعة لا تكون لعليّ وأولاده، فهم يعيبون بيعة أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية كلها بغض النظر عن المبايع له، لأنهم يرون أنها نص لعليّ وأبنائه إلى أن تقوم الساعة (?)، وقد ناقشت معتقد الشيعة في الإمامة في كتابي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبينت بطلانه.

المبحث الثاني: خروج الحسين بن علي رضي الله عنه:

أولاً: اسمه ونسبه وشيء من فضائله:

هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وريحانته ومحبوبه، ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاطمة رضي الله عنها، كان مولده سنة أربع للهجرة، ومات ورضي الله عنه قتيلاً شهيداً، في يوم عاشوراء من شهر المحرم سنة إحدى وستين هجرية بكربلاء من أرض العراق فرضي الله عنه وأرضاه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015