يوليه أبوه في الغزو على الصائفة بالمسلمين. وكان يحرص على إقامة السباقات بين الخيل، ويجعل الجوائز، لرفع مستوى الفروسية عند المسلمين (?)، علاوة على تمكنه من قيادة الجيش الإسلامي الذي حاصر القسطنطينية وسيطرته على مجريات القتال (?)، وذكر صفوان بن عمرو أن المسلمين لما جاوزوا بالأسارى من الروم، ضرب أعناقهم يزيد بن معاوية والروم تنظر إليهم (?)، كما أن من حزمه ما حكاه العتبي بإسناد أن أبا أيوب الأنصاري مرض في غزوة القسطنطينية، فأتاه يزيد عائداً فقال: ما حاجتك يا ابا أيوب؟ قال: ادفني عند اسوار القسطنطينية ... فلما مات أمر يزيد بتكفينه وحُمل على سريره، ثم أخرج الكتائب فجعل قيصر يرى سريراً والناس يقتتلون فأرسل إلى يزيد: من هذا الذي أرى؟ قال: صاحب نبينا وقد سألنا أن نقدمه في بلادك ونحن منفذون وصيته أو تلحق أرواحنا بالله. قال: العجب كيف من ينسب أبوك للدهاء ويرسلك فتأتي بصاحب نبيك، وتدفنه في بلادنا، فإن وليت أخرجناه إلى الكلاب، فقال يزيد: إني والله ما أردت إيداعه بلادكم حتى أودع كلامي آذانكم، فإنك كافر بالذي أكرمت هذا له، لئن بلغني أنه نبش من قبره أو مثل به، لا تركت بأرض العرب نصرانياً إلا قتلته، ولا كنيسة إلا هدمتها فبعث إليه قيصر: أبوك أعلم بك، فوحق المسيح لأحفظنه بيدي (?).
2 ـ الفصاحة والشعر: ذكر الذهبي بأنه صاحب فصاحة (?). ولما تكلم الخطباء عند معاوية قال والله لأرمينهم بالخطيب الأشدق، قم يا يزيد تكلم (?)، وقد ذكر المدائني بإسناده أن رجلاً قال لسعيد بن المسيب: أخبرني عن خطباء قريش، قال: معاوية، وابنه يزيد، ومروان بن الحكم، وابنه عبد الملك، وسعيد بن العاص وابنه وما ابن الزبير بدونهم (?)، وأما شعره فقد كان شاعراً مجيداً (?)، جعل الناس يقولون بدء الشعر بملك، وختم بملك، إشارة إلى امرؤ القيس وإلى يزيد (?)، ومن شعره ما كان ينشده هارون الرشيد ليزيد بن معاوية: