الأنصاري (?)، وما أجمل قول ابن تيمية: ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات، فيحمد ويذم، ويثاب ويعاقب، ويحب من وجه ويبغض من وجه وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، خلافاً للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم (?)، ويبدو أن يزيد قد قام ببعض الحملات حتى وصل إلى خليج القسطنطينية ومعه زوجته أم كلثوم (?)، ويبدو أن معرفة يزيد بحرب الروم، وإدراكه بخطرهم الداهم، وأخذه بنصيحة والده رضي الله عنه، فكان آخر ما أوصى به معاوية أن قال: شد خناق الروم (?)، كل هذه الأمور جعلته بعد أن تولى الخلافة يسير على خطته في جهاد الروم، ولم تمنعه أحداث ابن الزبير وشيعة العراق من قتالهم (?)،

وقد كانت وفاة يزيد فيما بعد متنفساً للروم، ليس فقط في وقف الهجمات الحربية عليهم من قبل المسلمين، بل بلغت بهم الجرأة إلى الإكثار من الغارات على بلاد الشام ومنطقة الثغور (?)،ولما عاد يزيد من غزوة القسطنطينية في نفس السنة حج بالناس (?)، وهذه الأعمال التي قام بها يزيد في غاية الأهمية في ذلك العصر، فكان يزيد يقود جيشاً من أعظم الجيوش في عصره، ويضم نخبة من الصحابة وأكابرهم وساداتهم وأبناءهم ويتجه هذا الجيش بقيادة يزيد إلى أهم جبهة في الدولة الإسلامية، وغير هذه الاعتبارات تدل على أن يزيد الذي يبلغ من العمر حين قيادة هذا الجيش ما بين (21 ـ 23) يملك روحاً قيادية وكفاءة حربية (?)، ولم يعترض أحد من الصحابة أو غيرهم على قيادة يزيد في تلك المرحلة، كما أن هذا التصرف من معاوية رضي الله عنه في توليه يزيد هذا الجيش ـ والذي يضم أكابر الصحابة وأبنائهم وفقهائهم وسادات المسلمين فيه دلالة على أن معاوية رضي الله عنه، يرى في ولده يزيد ملامح النجابة والكفاءة التي تؤهله لقيادة هذا الجيش (?).

خامساً: أهم صفات يزيد بن معاوية:

إن المصادر التاريخية والأدبية على حد سواء تزودنا بأخبار قليلة عن صفات يزيد المكتسبة والموروثة، إلا أنها تحدد لنا بعض الملامح من شخصية يزيد بن معاوية (?) فمنها:

1 ـ القوة والشجاعة:

1 ـ القوة والشجاعة: قال عنه الذهبي: كان قوياً شجاعاً، ذا رأي وحزم وفطنة وفصاحة (?)، وكان يتمنى أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015