هذه الأمة (?)، واهتم به والده وعين له مؤدباً ليعلمه وهو دغفل بن حنظلة السدوس الشيباني (?)، وجعل معاوية ابنه يحضر في مجالسه ويستفيد من سياسته وتدبيره للملك (?)، واستفاد يزيد من عبيد بن شرية الجهرمي الذي استقدمه معاوية من صنعاء اليمن، وكان عالماً بأيام العرب، وأحاديثها وله كتاب الأمثال، وكتاب الملوك وأخبار الماضين (?)، وقد تأثر يزيد من هذا الشيخ الحكيم الذي حنكته التجارب والسنون وقد توفي عبيد بن شرية سنة 70 هـ (?)، وأصبح يزيد يتحدث عن الأنساب تحدث الخبير (?)، قال الذهبي في ترجمة عبد الصمد بن علي الهاشمي وكان في تعدُّد النسب نظير يزيد الخليفة (?)،
وقد توفر ليزيد ما لم يتوفر لغيره إضافة إلى أن أباه هو أحد الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم وكاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روى عن أبيه أحاديث منها: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين (?)، وقد ذكره أبو زرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي الصحابة وقال له أحاديث (?)، وقد كان معاوية رضي الله عنه يحاول دوماً أن يوجه يزيد نحو الاستفادة من مجالس الوفود التي تفد عليه، فقد ذكر ابن المبارك أن معاوية قال لبعض رجالات الوفود ما تعدون المروءة فيكم قالوا: العفاف في الدين، والإصلاح في المعيشة، فقال معاوية: أسمع يا يزيد (?)، فقد كان معاوية رضي الله عنه منذ أن استقر له الأمر في الشام شديد الاهتمام بتربية ولده، فأشركه منذ وقت مبكر في الصوائف وتحمل المسئوليات (?)، وكان معاوية دائم الاتصال بمؤدبي ولده، كي يتعرف على ما أحرزه ابنه من تقدم، كما كان يسأل ابنه عن أحواله مع المؤدبين، فتشير إحدى الروايات إلى أن معاوية سأله في أحد الأيام قائلاً: أيضربك معلمك يا يزيد قال: لا يا أمير المؤمنين قال: ولم؟ قال: لأنه استن بسنة أمير المؤمنين بالعدل (?)، وعلاوة على ذلك فإننا نجد روايات أخرى تشير إلى أن بعض المناظرات الثقافية كانت تقع بين معاوية وولده، على الرغم من صغر سنه مما يدل