بـ ((حلوان)) (?) وأخذ المال منه ومضى سعيد بالرهن الذين أخذهم من أبناء عظماء (سمرقند) حتى ورد بهم المدينة النبوية، فدفع ثيابهم ومناطقهم إلى مواليه، وألبسهم جباب الصوف، وألزمهم السقي والعمل (?)، وألقاهم في أرض يعملون له فيها بالمساحي، فأغلقوا يوماً باب الحائط ووثبوا عليه فقتلوه ثم قتلوا أنفسهم (?)، فقال خالد بن عقبة بن أبي معيط الأموي (?):
ألا إنّ خير الناس نفساً ووالداً ... سعيد بن عثمان قتيل الأعاجم
فإن تكن الأيام أردت صروفها ... سعيداً فهل حيٌ من الناس سالم؟
وقال أيضتً يرثيه:
يا عين جودي بدمع منك تهتاناً ... وأبكي سعيد بن عثمان بن عفانا
لم يف سعيد لأهل ((سمرقند)) بإعادة الرهن لهم، بل جاء بالغلمان معه إلى المدينة النبوية وجعل يستعملهم في النخيل والطين وهم أولاد الدهاقين وأرباب النِّعم، فلم يطيقوا ذلك العمل وسئموا عيشهم فوثبوا عليه في حائط له، وبذلك غدر بهم (?)، فكان هذا الغدر وبالاً عليه، إذ قدم حياته ثمناً لغدره (?)، لقد كان سعيد شهماً غيوراً يعتد بشخصيته، طموحاً، مُتْرَفاً، سخياً وكان من شخصيات قريش البارزة (?)
عزل معاوية بن أبي سفيان سعيد بن عثمان بن عفان سنة سبع وخمسين الهجرية، وأُضيفت إلى ولاية عبيد الله بن زياد في رواية (?)، وفي رواية أخرى، أن معاوية بن أبي سفيان ولّى خراسان عبد الرحمن بن زياد، وكان شريفاً، فلم يصنع شيئاً في مجال الفتح، وكان ذلك في سنة 59 هـ (?) ومات معاوية وعلى خراسان عبد الرحمن بن زياد ولما سار سلم إلى خراسان، كتب معه يزيد إلى أخيه عبيد الله بن زياد في العراق ينتخب له ستة ألف فارس، وقيل: ألفي فارس، وكان سلم ينتخب الوجوه، فخرج معه عمران بن الفضيل البُرجُميّ والمهلب بن أبي