بعينيك فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبح عندهم ما استقبحت، علمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه ولا تتركهم منه فيهجروه، ثم روهم من الشعر اعفه، ومن الحديث أشرفه، ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه فإن ازدحام الكلام في السمع مضلة للفهم وعلمهم سير الحكماء وأخلاق الأدباء وجنبهم محادثة النساء، وتهددهم بي، وأدبهم دوني وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء، ولا تتكل على عذري، فإني قد اتكلت على كفايتك، وزد في تأديبهم ازدك في بري أن شاء الله (?)، يتضح من هذه الوصية حرص الولاة الأمويين على تعليم أبناءهم القرآن الكريم والحديث والشعر وغيرها إضافة إلى التأكيد على الجانب التربوي وتزويدهم بالآداب والأخلاق الحسنة، كما أنهم يمنحونهم المؤدبين صلاحيات واسعة، ويكرمونهم (?).

4 ـ ولاية عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه: 45 هـ - 47 هـ

أغفل الطبري ذكر ولاية عقبة بن عامر الجهني على مصر، وتابعه ابن الجوزي، وأبن الأثير وأبن كثير، مع أن ولايته على مصر قد أثبتتها المصادر التاريخية المختصة بالديار المصرية (?)، وهي مقدمة على غيرها في هذا المقام (?)، كما أثبتها له أبن عبد البر (?)، وأبن حجر (?)، وكان عالماً مقرئاً، فصيحاً فقيهاً فرضياً، شاعراً كبير الشأن، وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن فقال له عمر بن الخطاب: اعرض عليّ فقرأ. فبكى عمر وكانت له صحبة وبايع رسول الله على الهجرة وأقام معه وكان من أهل الصفة وكان من الرماة المذكورين، مات سنة 58 هـ (?)

5 ـ ولاية مسلمة بن مُخلدّ الأنصاري 47 هـ - 62 هـ:

هو مسلمة بن مُخلدّ الأنصاري الخزرجي، الأمير، نائب مصر لمعاوية يكنى أبا معن وقيل أبو سعيد، وقيل أبو معاوية له صحبة ولا صحبة لأبيه (?). قال مجاهد: صليت خلف مسلمة بن مُخلدّ، فقرأ سورة البقرة، فما ترك واواً ولا ألفاً (?). قال الليث: عزل عقبة بن عامر عن مصر في سنة سبع وأربعين فوليها مسلمة حتى مات زمن يزيد (?) وقد توفي سنة 62 هـ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015