وذلك في شهر ذي القعدة من سنة ثلاث وأربعين (?). أي أن ولاية عبد الله بن عمرو على مصر لم تزد على شهرين وهي الفترة التي استغرقها وصول خبر وفاة عمرو إلى معاوية، واتخاذه لقرار تعيين الوالي الجديد (?). وقد وصف الذهبي عبد الله بن عمرو بقوله: الإمام الحبر العابد، صاحب رسول الله وابن صاحبه أبو محمد وقيل أبو عبد الرحمن ... وليس أبوه أكبر منه إلا بإحدى عشرة سنة أو نحوها، وقد أسلم قبل أبيه فيما بلغنا ويقال: كان اسمه العاص، فلما أسلم، غيره النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله (?)، وقد ورث عبد الله من أبيه قناطير مقنطرة من الذهب فكان من ملوك الصحابة (?).

3 ـ ولاية عتبة بن أبي سفيان:

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه الطائف وصدقاتها ثم ولاه معاوية مصر حين مات عمرو بن العاص، وكان فصيحاً خطيباً، يقال: إنه لم يكن في بني أمية أخطب منه. خطب أهل مصر يوماً وهو والٍ عليها فقال: يا أهل مصر خفّ على ألسنتكم مدح الحق ولا تأتونه، وذم الباطل وأنتم تفعلونه، كالحمار يحمل أسفاراً يثقُله حملها، ولا ينفعه علمها وإني لا أُداوي داءكم إلاّ بالسيف، ولا أُبلغ السيف ما كفاني السوط، وأبلغ السوط ما صلحتم بالدّرة، وأبطيء عن الأولى إن لم تسرعوا إلى الآخرة، فألزموا ما ألزمكم الله لنا تستوجبوا ما فرض الله لكم علينا. وهذا يوم ليس فيه عقاب، ولا بعده عتاب (?) وجاء في رواية: ... لنا عليكم السمع ولكم علينا العدل واتينا عذر فلا ذمة له عند صاحبه، فناداه المصريون من حنيات المسجد سمعاً، سمعاً، فناداهم عدلا عدلا (?)، وقد قام عقبة ببناء دار الإمارة بعد أن خرج مرابطاً في الاسكندرية (?)، وكان عتبة قد اتخذ لأولاده مؤدباً، يعلمهم ويربيهم، فقد عهد لعبد الصمد بن عبد الأعلى ليكون مؤدباً لولده (?)، ووجه مؤدب أولاده بتتبع أساليب التشويق وتحبيب دراسة كتاب إلى نفوسهم فقال له: علمهم كتاب الله، ولا تكرههم عليه فيملوه ولا تتركهم منه فيهجروه (?)،

وجاء في رواية: ليكن أول ما تبدأ به من إصلاحك بني إصلاحك نفسك، فإن أعينهم معقودة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015