سنة تسع عشرة بعد فتح قيسارية، وقيل: بل مات قبل فتح قيسارية وإنما افتتحها معاوية (?). وقال أبو إسماعيل محمد بن عبد الله البصري: جزع عمر على يزيد جزعاً شديداً، وكتب إلى معاوية بولايته على الشام (?).
يكنى أبا الوليد، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاه عمر بن الخطاب الطائف وصدقاتهم، ثم ولاه معاوية مصر حين مات عمرو بن العاص، وحكى عنه أنه اعترضه إعرابي وهو على مكة فقال: أيها الخليفة. قال: لست به ولم تبعد. قال: فيا أخاه. قال: أَسْمَعْتَ فقل: قال: شيخ من بني عامر يتقرب إليك بالعمومة، ويختص بالخؤولة (?)، ويشكو إليك كثرة العيال، ووطأة الزمان، وشدة فقر، وترادف ضُرّ، وعندك ما يسعه ويصرف عنه بؤسه، استغفر الله منك، واستعينه عليك. قال: قد أمرنا لك بغناك، فليت إسراعنا إليك يقوم بإبطائنا عنك (?)، وكان خطيباً فصيحاً، يقال: إنه لم يكن في بني أمية أخطب منه (?)، وأقام بمصر والياً سنة ثم توفي بها، ودفن في مقبرتها سنة أربع وأربعين وقيل سنة ثلاث وأربعين (?).
يكنّى أبا عثمان، روي عن أبي أمامة قال: لما حضر عنبسة بن أبي سفيان الموت اشتد جزعه وجاءه الناس يعودونه فجعل عنبسة يبكي ويجزع، فقال له القوم: يا أبا عثمان ما يبكيك وما يحزنك وقد كنت على سمت من الإسلام حسن وطريقة إن شاء الله حسنة!؟ فإزداد حزناً وشدة بكا وقال: ما يمنعني ألاّ أبكي وأن لا يشتد حزني من هول المطلع، وما يدريني ما أُشرفُ عليه غداً، وما قدمت من كبير عمل تثق به نفسي (?).
هي رملة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم تكنى أم حبيبة وهي بها أشهر من أسمها وأمها صفية بنت أبي العاص بن أمية ولدت رضي الله عنها قبل البعثة بسبعة عشر عاماً وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عند عبيد الله بن جحش بن رباب بن يعمر الأسدي من بني أسد بن خزيمة، فأسلما ثم هاجرا إلى الحبشة فولدت حبيبة وبها كانت تكنى، وقد ارتد زوجها عبيد الله بن جحش عن الإسلام ودخل في النصرانية فهلك وهو على تلك الحالة وتمسكت بدينها وذلك من فضل الله عليها ليتم لها الإسلام والهجرة فأبدلها الله عز وجل به خير البشر عليها وأفضلهم سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وهي أقرب