هريرة، وبين حبه لعلي وفاطمة رضي اله عنهما وبين بأنه يروي منقبة علي يوم خيبر، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ـ ثم روى إعطاءه إياها (?)، أفهذه رواية كاره لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه (?) وفي مناقب فاطمة رضي الله عنها يروي أبو هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن فاطمة سيدة نساء أمتي (?)، وروى أبو هريرة أحاديث في حب الحسن بن علي وله معه وقائع وأخبار تدل على حب عظيم كان يكنه للحسن (?).
ويروي لنا أبو هريرة صورة لحبه للحسن رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: لا أزال أحب هذا الرجل بعد ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يدخل أصابعه في لحية النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي يدخل لسانه في فمه، ثم قال: اللهم إني أحبه فأحبه (?). فلا غرابة بعد هذا الحب أن رأينا أبا هريرة يبكي يوم يموت الحسن ويدعو الناس إلى البكاء (?)، يقول من حضر ذاك اليوم: رأيت أبا هريرة قائماً على المسجد يوم مات الحسن يبكي وينادي بأعلى صوته: يا أيها الناس: مات اليوم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فابكوا (?)، ولم يكن حب الحسين بن علي أقل ظهوراً عند أبي هريرة من حب الحسن، إذ ينقل لنا حادثة أخرى للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول: ما رأيت الحسين بن علي إلا فاضت عيني دموعاً، وذاك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فوجدني في المسجد، فأخذ بيدي واتكأ علي، فانطلقت معه حتى جاء سوق بني قينقاع، قال: وما كلمني فطاف ونظر، ثم رجع ورجعت معه فجلس في المسجد واحتبى، وقال لي: ادع لي لكاع، فأتى حسين يشتد حتى وقع في حجره ثم أدخل يده في لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح فم الحسين فيدخل فاه فيه ويقول: اللَّهم إني أحبه فأحبه (?). والقصة هذه رواها البخاري وفيها أن الحسن لا الحسين، لكن الحاكم أشار إلى أن كلاً الروايتين محفوظة واردة، وذلك محتمل، لأن فيها ذكر الرجوع إلى المسجد (?)،
ولقد أثبت عبد المنعم العزي في كتابه أقباس من مناقب أبي هريرة بالدلائل القطعية الكافية اعتداد أبناء علي رضي الله عنهم بحديث أبي هريرة، وروايتهم عنه، ورواية كبار فرسان علي وأمراء جنده، الذين قاتلوا معه في معارك الجمل وصفين والنهروان