هوس العقول السخيفة وتوهم الخيالات الضعيفة, وليس المراد بهولاء الخلفاء الاثنى عشر الأئمة الاثنى عشرة الذين يعتقد فيهم الاثنا عشرية (?).

وبالتأمل في النص بكل حيدة وموضعية نجد أن هؤلاء الاثني عشر وصفوا بأنهم يتولون الخلافة, وأن الإسلام في عهدهم يكون في عزة ومنعة وأن الناس تجتمع عليهم ولا يزال أمر الناس ماضياً وصالحاً في عهدهم وكل هذا الأوصاف لا تنطبق على من تدعي الاثنا عشريه فيهم الإمامة فلم يتول الخلافة منهم إلا أمير المؤمنين علي والحسن (?) ... ثم أنه ليس في الحديث حصر لأئمة بهذا العدد, بل نبوة منه, بأن الإسلام لا يزال عزيزاً في عصور هؤلاء, وكان عصر الخلفاء الراشدين وبني أميه عصر عزة ومنعه (?) , ولهذا قال ابن تيمية: إن الإسلام وشرائعه في بني أمية أظهر وأوسع مما كان بعدهم (?) , وعدّ معاوية من الائمة المقصودين بالحديث (?).

ثانياً: أهم صفات معاوية رضي الله عنه:

أشتهر معاوية رضي الله عنه بصفات كثيرة من أهمها

1 - العلم والفقه:

استفاد معاوية رضي الله عنه من ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم علماً وتربية وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيره قد ذكرت بعضها وقد روى له البخاري ومسلم مع شرطهما أن لا يرويان إلا عن ثقة ضابط صدوق (?) وشهد له ابن عباس بالفقة, فعن ابن أبي مليكة قال: قيل لابن عباس رضي الله عنه: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنّه ما أوتر إلا بواحدة؟ قال: أصاب إنه فقيه رواه البخاري (?). قال الشرّاح: أي مجتهد, وفي رواية أُخرى للبخاري عن أبي مليكة قال: أوتر معاوية: رضي الله عنه - بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ فأتى ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: دَعْهُ فإنه صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ من فضلاء الصحابة، ويُلقّب: البحر، لسعة علمه وحبر الأمة، وترجمان القرآن، وقد دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بالعلم والحكمة والتأويل، فاستجيب وكان من خواص أصحاب علي رضي الله عنه وشديد الإنكار على أعدائه، وأرسله علي رضي الله عنه ليحاج الخوارج فحاجهم حتى لم يبق لهم حجة، فإذا شهد مثله لمعاوية بأنه مجتهد وكف مولاه عن الإنكار مستدلاً بأنه من الصحابة (?)، كما أنه كان كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره مفتى الحرمين أحمد بن عبد الله بن محمد الطبري في خلاصة السير إن كتَّابه صلى الله عليه وسلم ثلاثة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015