الخاتمة

وبعد فهذا ما يسره الله لي من جمع وترتيب وتحليل تضمنتها فصول هذا الكتاب الذي سميته، الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار، فما كان فيه من صواب فهو محض فضل الله عليَّ فله الحمد حتى يرضى، وله الحمد عند الرضى، وله الحمد بعد الرضى، وما كان فيه من خطأ فأستغفر الله تعالى وأتوب إليه، والله ورسوله بريء منه، وحسبي أني كنت حريصاً أن لا أقع في الخطأ، وعسى أن لا أحرم من الأجر، وأدعو الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب إخواني المسلمين، وأن يذكرني من يقرأه في دعائه، فإن دعوة الأخ لأخية في ظهر الغيب مستجابة إن شاء الله تعالى وأختم هذا الكتاب بقول الله تعالى " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رءوف رحيم " (الحشر: آية 10).

وأختم هذا الكتاب بقول الشاعر هاشم الرفاعي رحمه الله:

ملكنا هذه الدنيا الُقرُونا ... وأخضعها جُدُودٌ خالدون

وسطرنا صحائف من ضياء ... فما نسي الزمان ولا نسينا

بنينا حقبةً في الأرض مُلْكاً ... يُدَعَّمُهُ شباب طامحونا

شبابٌ ذَلَّلُوا سُبُل المعالي ... وما عرفوا سوى الإسلام دينا

تَعَهَّدَهم فأنبتهم نباتا ... كريماً طاب في الدنيا غصونا

إذا شهدوا الوغى كانوا كُمَاة ... يَدُكُّون المعاقل والحُصُونا

شباب لم تُحطَّمْهُ الليَّالي ... ولم يُسْلِمْ إلى الخصم العَرينا

وإن جَنَّ المساء فلا تراهم ... من الاشفاق إلاَّ ساجدينا

كذلك أخرج الإسلام قومي ... شباباً مُخلصاً حُرَّاً أمينا

وعلمَّه الكرامة كيف تُبْنىَ ... فيأبى أن يُقّيَّدَ أو يهونا

وما فَتِئ الزمان يدور حتى ... مضى بالمجد قومٌ آخرونا

وأصبح لا يُرى في الرَّكب قومي ... وقد عاشوا أئمَّتَهُ سِنينا

وآلمني وآلم كُلَّ حُرَّ ... ج ... سؤال الدهر أين المسلمونا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015