السياسية في وقتنا الحاضر، وبالتجهيل وهو إهمال كل ما هو مدعاة للاقتداء والأسوة الحسنة، وبالتشكيك وهو توجيه السهام إلى التاريخ ورجاله وإلى المؤرخين المسلمين أنفسهم والتشكيك في معلوماتهم وصدقهم، وبالتجزئة وهي محاولة تجزئة التاريخ الإسلامي إلى أوصال وأشتات وكأنها لا رابط بينها كالتوزيع الإقليمي والعرقي ونحوه، فكل هذه الوسائل والحملات تسعى إلى تدمير تاريخنا الإسلامي ومحو معالمه النيرة وإبعاده عن مجال القدوة الحسنة والتربية الصحيحة لذا ينبغي على المؤرخ المسلم معرفة هذه الوسائل والتنبه لها ومعرفة الذين تابعوا المستشرقين في آرائهم ومناهجهم وعدم التقلي منهم إلا بحذر شديد، فإذا كان علماونا رحمهم الله قد نقدوا كثيراً من الرواة وضَعَّفُوا روايتهم بسبب أخذهم عن أهل الكتاب وروايتهم الإسرائليات فإنه ينبغي لنا التوقف في قبول أقوال وتفسيرات من يتلقى من المستشرقين بل إسقاطها وعدم اعتبارها إلا بدليل وبرهان واضح (?).