* وضع الكتب والرسائل المكذوبة ونحلها لعلماء وشخصيات مشهورة، كما وضعت الرافضة كتاب الإمامة والسياسة الذي نحلته أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري لشهرته عند أهل السنة وثقتهم به - كما مّر معنا - وقد تلقف هذه الأكاذيب والتحريفات في القرن الماضي علماء الغرب وكتابه من المستشرقين والمُنَصَّرين - إبان غزوهم واستعمارهم للبلدان الإسلامية- فوجدوا فيها ضالتهم، وأخذوا يعملون على إبرازها والتركيز عليها مع ما زادوه من عندهم - بدافع من عصيبتهم وكرههم للمسلمين - من الكذب مثل اختراع حوادث لا أصل لها أو التفسير المغرض للحوادث التاريخية بقصد التشويه أو التفسير الخاطئ تبعاً للتصور والاعتقاد الذي يدينون به، ثم شايع هؤلاء طائفة غير قليلة من العدد من تلاميذ المستشرقين في البلاد العربية والإسلامية، وأخذوا طرائقهم ومناهجهم في البحث، وأفكارهم وتصوراتهم في الفهم والتحليل وتفسير التاريخ وحملوا الراية بعد رحليهم عن بلاد المسلمين، وكان ضررهم أشد وأنكى من ضرر أساتذتهم المستشرقين، ومن ضرر أسلافهم السابقين من فرق البدع والضلال، وذلك أنهم أدّعو - كأساتذتهم - إتباع الروح العلمية المتجردة والمنهج العلمي في البحث، والحقيقة أن غالبتهم لم يتجرد إلا من عقيدته، أما التجرد بمعنى الإخلاص للحق وسلوك المنهج العلمي السليم في إثبات الواقعات التاريخية، كالمقارنة بين الروايات، ومعرفة قيمة المصادر التي يرجعون إليها، ومدى أمانة الناقلين، وضبطهم لما نقلوا، وقياس الأخبار واعتبارهم بأحوال العمران البشري وطبائعه (?)،قد أثر له عند القوم، فلم يتقنوا من المنهج العلمي إلا الأمور الشكلية مثل الحواشي وترتيب المراجع وما شابهها وربما كان هذا مفهوم المنهج العلمي عندهم (?)، يقول محب الدين الخطيب: إن الذين تثقفوا بثقافة أجنبية عَنَّا قد غلب عليهم الوهم بأنهم غرباء عن هذا الماضي، وأن موقفهم من رجاله كموقف وكلاء نيابة من المتهمين، بل لقد أوغل بعضهم في الحرص على الظهور أمام الأغيار بمظهر المتجرد عن كل آصرة بماضي العروبة والإسلام جرياً وراء المستشرقين في ارتيابهم حيث تحسن الطمأنينة وميلهم مع الهوى عندما يدعوهم الحق إلى التثبت وفي إنشائهم الحكم وارتياحهم إليه قبل أن تكون في أيديهم أشباه الدلائل عليه (?).
ومن أهم الوسائل التي اتبعها المستشرقون وتلاميذهم في تشويه وتحريف حقائق التاريخ
الإسلامي.
* التدخل بالتفسير الخاطئ للأحداث التاريخية على وفق مقتضيات أحوال عصرهم الذي يعيشون هم فيه وحسبما يجول بخواطرهم، دون أن يحققوا أولاً الواقعة التاريخية حتى تثبت