والقصص الرامية إلى تشويه التاريخ الإسلامي وإلى إعلاء طائفة على طائفة أو أهل بلد على آخر، أو جنس على جنس، وإبعاد الميزان الشرعي في التفاصيل وهو ميزان التقوى " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " (الحجرات، آية: 13).
كما أن الفرق المنحرفة قد استغلت وضع القصاص وانتشارهم وجهل معظمهم وقلة علمهم بالسنة، وانحراف طائفة منهم تبتغي العيش والكسب، فنشروا بينهم أكاذيبهم وحكاياتهم وقصصهم الموضوعة، فتلقفها هؤلاء القصاص دون وعي وإدراك ونشروها بين العامة، لقد انتشر عن طريقهم مئات الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم وعدد لا يحصى من الأخبار والأقوال المكذوبة على الصحابة والتابعين وعلماء الإسلام، مما يسيء لهم ويشوه تاريخهم وسيرتهم، وقد كان من فضل الله وتوفيقه أن قيض مجموعة من العلماء النقاد الذين قاموا بجهد في نقد الرواة والمرويات فبينوا الزائف من الصحيح، ودافعوا عن عقيدة الأمة وتاريخها، وجهد علماء السنة في بيان الأحاديث المكذوبة بالنص عليها وبيان الرواة الضعاف والمتهمين وأصحاب الأهواء وفي رسم المنهج في نقد الروايات وقبولها، جهد كبير وموفق من أبرز من تصدى لإيضاح المغالط التاريخية ورد زيوف الروايات المكذوبة القاضي ابن العربي في كتاب العواصم من القواصم، والإمام ابن تيمية في كثير من كتبه ورسائله، خاصة كتابه القيم منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية، وكذلك الحافظ الناقد الذهبي في كثير من مؤلفاته التاريخية مثل كتاب، سير أعلام النبلاء، وتاريخ الإسلام، وميزان الاعتدال في نقد الرجال، وكذلك الحافظ بن كثير المفسر المؤرخ في كتابه البداية والنهاية، وأيضاً الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ولسان الميزان، وتهذيب التهذيب والإصابة في معرفة الصحابة.
أما الوسائل التي استخدمت لغرض تحريف الوقائع التاريخية وتشويه سير رجال الصدر الأول من الصحابة والتابعين فهي كثيرة ونذكر منها:
* الاختلاف والكذب.
* الإتيان لخبر أو حادثة صحيحة فيزيدون فيها وينقصون منها حتى تتشوه وتخرج عن أصلها.
* وضع الخبر في غير سياقه حتى ينحرف عن معناه ومقصده.
* التأويل والتفسير الباطل للأحداث.
* إبراز المثالب والأخطاء وإخفاء الحقائق والصور المستقيمة.
* صناعة الأشعار وانتحالها لتأييد حوادث تاريخية مدعاة لأن الشعر العربي ينظر له كوثيقة تاريخية ومستند يساعد في توثيق الخبر وتأييده.