وعشرين صفحة فقط وكتب عن الفتنة التي وقعت بين الصحابة مائتين صفحة، فقام المؤلف باختصار التاريخ الناصع المشرق وسرّد الصحائف بتاريخ زائف لم يثبت منه إلا القليل وهذه من أخلاف الروافض المعهودة نعوذ بالله من الضلال والخذلان.
* يقول السيد محمود شكري الألوسي في مختصره للتحفة الاثنا عشرية ومن مكايدهم - يعني الرافضة - أنهم ينظرون في أسماء الرجال المعتبرين عند أهل السنة فمن وجدوه موافقاً لأحد منهم في الاسم واللقب أسندوا رواية حديث ذلك الشيعي إليه فمن لا وقوف له من أهل السنة يعتقد أنه إمام من أئمتهم فيعتبر بقوله ويعتد بروايته كالسدي فإنهما رجلان أحدهما السدي الكبير والثاني السدي الصغير، فالكبير من ثقات أهل السنة والصغير من الوضاعين الكذابين وهو رافضي غال. وعبد الله بن قتيبة رافضي غال وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة وقد صنف كتاباً سماه بالمعارف فصنف ذلك الرافضي كتاباً سماه بالمعارف أيضاً قصداً للإضلال (?) وهذا مما يرجح أن كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة الرافضي وليس لابن قتيبة السني الثقة، وإنما خلط الناس بينهما لتشابه الأسماء (?) والله أعلم وللأسف فإنه اغتر بهذا الكتاب كثير من الباحثين وبنوا على رواياته المكذوبة كثير من الأحكام الباطلة.
ومن الكتب التي ساهمت في تشويه تاريخ الصحابة بالباطل كتاب نهج البلاغة، فهذا الكتاب ... مطعون في سنده ومتنه، فقد جمع بعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بثلاثة قرون ... ونصف بلا سند، وقد نسبت ... الشيعة تأليف نهج البلاغة إلى الشريف الرضي وهو غير مقبول عند ... المحدثين لو أسند خصوصاً فيما يوافق بدعته فكيف إذا لم يسند كما فعل في النهج؟
وأما المتهم - عند المحدثين - بوضع النهج فهو أخوه علي، فقد تحدث العلماء فيه فقالوا:
* قال ابن حلكات في ترجمة الشريف المرتضى: وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة المجموع من كلام الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه هل جمعه؟ أم جمع أخيه الرضي؟. وقد قيل:
إنه ليس من كلام عليّ، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه، والله أعلم (?).
* وقال الذهبي: من طالع نهج البلاغة جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه، فقيه السبّ الصُّراح، والحط على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة وبنفس غيرهم ممّن بعدهم من المتأخرين جزم بأنّ أكثره باطل (?).