فسجد لله فنزلوا عليه فهبروه (?)،

وكان بطلاً شجاعاً سائساً جواداً، فصيحاً خطيباً (?)، وكان رزقه في السنة ست مائة ألف وكان يفرقها في العلماء والوجوه (?). وهكذا قضى العباسيون على جيب من الجيوب الأموية في العراق وسقطت مدينة واسط (?).

2 - استسلام البصرة:

اعتصم مسلم بن قتيبة الباهلي بالبصرة ودافع عنها بصفته الوالي الأموي وظل مسلماً فيها حتى علم بمقتل ابن هبيرة وحينئذ ترك البصرة إلى الحجاز وعين بدله أحد الهاشميين واليا على البصرة حيث استبدله أبو العباس سفيان المهلبي وبهذا سيطر العباسيون على البصرة، لقد استطاع العباسيون أن يقضوا على فلولاً الأمويين ومراكزهم الحصينة في العراق وبلاد الشام وقضوا على آخر خلفائهم مروان الثاني (?).

سابعاً: مقتل مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين 132 هـ

استولى عبد الله بن علي العباسي على الجزيرة والشام وهرب مروان بن محمد إلى مصر، فأتبعته الجيوش العباسية وعبر مروان النيل فلحقه صالح بن علي عّم السَّفَّاح، فأدركه بقرية من قرى الفَيُّوم من أرض مصر يقال لها بُوصير (?)، فوافاه صائماً وقد قدّم له الفطور، فسمع الصائح فخرج وسيفه مصلت، فجعل يضرب بسيفه ويتمثل بقول الحجَّاج بن حكيم:

متقلَّدين صفائحاً هندية ... يتركن من ضربوا كأن لم يولد

وإذا دعوتهم ليوم كريهة ... وأفوك بين مكبر وموحَّد

فقصدته الخيول من كل جانب (?)، وبقي يقاتل حتى قتل وكان من كلامه قبل أن يقتل: إن الجزع لا يزيد في الأجل وإن الصبر لا ينقص الأجل وكان يتمثل بهذين البيتين كما جاء في بعض الروايات:

ذلُّ الحياة وهول الممات ... وكلاَّ آراه وخيماً وبيلا

فإن كان لا بد من ميتة ... فسيري إلى الموت سيراً جميلاً (?)

وكان أهله وبناته في كنيسة هناك فأقبل خادمه بالسيف مصلتا يريد الدخول عليهم، فأخُذ وسئل عن مراده فقال: إن مروان أمرني إذا تيقنت موته أن أضرب رقاب نسائه وبناته فأرادوا قتله، فقال:

إن قتلتموني لتفقدن ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم - قالوا: فدلنا على ذلك إن كنت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015