الصَّدَّيق تسأل؟ قال: وتُسميَّه الصَّدَّيق؟ قال: ثكلتك أمك، قد سّماه صديقاً من هو خير منَّي، رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمها جرون والأنصار، فمن لم يُسمَّيه ... صديقاً، فلا صدق الله قوله أذهب فأحبَّ أبا بكر وعمر، وتولهّما، فما كان من أمر ففي عُنُقي (?)، وعن محمد بن علي عن أبيه، قال قدم قوم من العراق فجلسوا إليَّ فذكروا أبا بكر وعمر فُّسبوهما، ثم ابتركوا في عثمان ابتراكاً فشتمتهم (?). وقد قال علي بن الحسين: والله ما قُتل عثمان رحمه الله على وجه الحق (?).

وكان رحمه الله يبين للناس الحقائق والعقائد الصحيحة، قال علي بن الحسين: جاني رجل فقال: جئتك في حاجة، وما جئت حاجّاً ولا معتمراً، قلت: وما هي؟ قال: جئت لأسألك متى يبعث عليّ؟ فقلت: يعبث والله - يوم القيامة، ثم تُهمُّهُ نفسه (?)، وعن الزهري قال: سألت علي بن الحسين عن القرآن فقال: كتاب الله وكلامه (?)، فقد كان زين العابدين من أئمة أهل السنة والجماعة وقد استنكر الغلو في حب أهل البيت، فقد قال: أيها الناس أحبونا حب الإسلام فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عاراً (?). لقد كان زين العابدين ثقة مأمونا رفيعاً ورعاً (?) وكان يأتي لعبيد الله بن عبد الله وكان هذا العالم إذ دخل في صلاته فقعد إليه إنسان لم يقبل عليه حتى يفرغ، وإنّ عليَّ بن الحسين كان من أهل الفضل وكان يأتيه، فيجلس إليه، فيطوَّل عبيد الله في صلاته ولا يلتفت إليه فقيل له: عليُّ وهو ممَّن هو منه فقال: لا بُدَّ لمن طلب هذا الأمر أن يُعَّنى به (?) وكان زين العابدين متواضعاً حريصاً على طلب العلم، فكان يدخل المسجد، فيشق الناس حتى يجلس في حلقة زيد بن أسلم، فقال له نافع بن جبير: غفر الله لك أنت سيَّدُ الناس، تأتي تتخطىَّ حتى تجلس مع هذا العبد، فقال علي بن الحسين: العلم يبتغى ويُؤتى ويطلب من حيث كان (?) وكان لا يستنكف أن يسأل عن العلم وكان من شيوخه سعيد بن جبير، فعن مسعود بن مالك، قال لي علي بن الحسين: تستطيع أن تجمع بيني وبين سعيد بن

جبير؟ قلت: ما حاجتك إليه؟ قال: أشياء أريد أن أسأله عنها، إن الناس يأتوننا بما ليس عندنا (?)، وعن الزهري قال: كان علي بن الحسين من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى مروان وإلى عبد الملك (?) وكان يصلي خلف الأمويين من غير تقية، فعن أبي جعفر، قال: إنا لنُصليَّ خلفهم يعني الأمويين - من غير تقيَّة، وأشهد على أبي أنه كان يُصلي خلفهم من غير تقيَّة (?). وقد شهد سعيد بن المسيب لعلي بن الحسين بشده ورعه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015