القسري على العراقين، وولي قبل ذلك مكة للوليد بن عبد الملك ثم لسليمان (?)، وكان جواداً ممَّدحا معظماً عالي الرتبة من نبلاء الرجال (?)، ومن أقوال خالد في خطبة: إن أكرم الناس من أعطى من لا يرجوه، وأعظم الناس عفواً من عفا عن قدرة، وأوصل الناس من وصل عن قطيعة (?).

وقال عنه الذهبي: وكان خالد على هناته يرجع إلى إسلام (?). وقد عزله هشام سنة عشرين ومئة بيوسف بن عمر الثقفي (?)، وقد كتب هشام بن عبد الملك إلى يوسف بن عمر: لئن شاكت خالداً شوكة لأقتلنك فأتى خالد الشام، فلم يزل بها يغزو الصوائف حتى مات هشام (?) وقيل بل عذّبه يوسف بن عمر يوماً واحداً، وسجنه بضعة عشر شهراً ثم أطلق، فقدم الشام سنة اثنتين وعشرين ومئة (?). ومن حسناته قتله الجعد بن درهم ومغيرة الكذاب (?). ثم تولى بعده يوسف بن عمر الثقفي العراق وخراسان وكان شهما كافياً سائساً مهيباً جباراً عسوفاً جوادا معطاءً وأقرّه الوليد بن يزيد على العراق (?) ومن أشهر قضاة البصرة الذين ماتوا عام 122 هـ أبو واثلة إياس بن معاوية بن قُرَّة المزني الليثي أحد من يضرب بذكائه وفطنته المثل روي عن أنس وجماعة وكان صاحب فراسة.

قال الحريري: فإذا المعيتي ألمعيَّة ابن عباس وفراستي فراسة إياس وقال أبو تمَّام:

إقدام عمرو في شجاعة حاتم ... في حلم أحنف في ذكاء إياس

قيل لأبيه معاوية: كيف إبنك لك؟ قال: كفاني أمر دنياي وفرَّغني لآخرتي وعنه قال: رأيت في المنام كأني وأبي على فرسين معاً، فلم أسبقه ولم يسبقني وعاش أبي ستاً وتسعين سنة وها أنا فيها، فلما كان آخر لياليه قال: الليلة استكملت عمري، ونام فأصبح ميتاً رحمه الله وقد توفي سنة اثنتين وعشرين

ومائة (?).

3 - ولاة خراسان وبلاد ما وراء النهر:

عين خالد بن عبد الله القسري على خراسان أخاه أسد بن عبد الله عام 106 هـ (?) ثم تدخل هشام وعين أشرس بن عبد الله السلمي (?) ثم عزله هشام وعين بدله الجنيد بن عبد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015