أما في الأندلس وفرنسا فقد كانت فيها فتوحات إذ لم تكن وصلت إليها الخلافات، وكان المجاهدون فيها لا يزالون بعيدين عن التناحر، ولكنه لم يلبث أن دخل إليهم، ثم انسحب المسلمون في وسط فرنسا بعد معركة بلاط الشهداء، واستقروا في جنوبي فرنسا (?).

1 - الشام:

1 - الشام: لم يحدث في الشام ما يلفت الانتباه وكان عاصمة الدولة الأموية دمشق وكانت دواوين الدولة الرئيسية بيد الخليفة، وكان معه مجموعة من الكتّاب، فكان بعضهم يختص بديوان الخراج أو الرسائل، أو الصدقة وما إلى ذلك وكان سعيد بن عمرو الأبرش الكلبي كاتب هشام ومن كبار أعوانه وكان له تأثير على هشام، فيحدثنا الطبري، أن هشاماً رفض أن يوافق على شروط الصلح بين الصّغد والمسلمين التي عقدها نصر بن سيار، والي خراسان، فلما كلمه الأبرش بذلك وافق على تلك الشروط (?)، وكان سالم بن عبد الرحمن مولى سعيد بن عبد الملك، كاتبه على الرسائل ويعاونه بعمله المذكور بشر بن أبي دلجة، وقد استعمل هشام أهل الذمة أحياناً في تسيير شؤون الدواوين، وكان جنادة بن أبي خالد يكتب لهشام على الطراز واسمه موجود على الثياب الهاشمية (?) وكان الربيع بن سابور على الخاتم فولاه هشام الحرس (?) وأما بيوت الأموال فكان عليها

عبد الله بن عمرو بن الحارث، وعلى الخاتم الصغير والخاصة اصطخر أبو الزبير مولاه (?)، ولهشام حرس خاص يشرف أحد مواليه عليه واسمه نصير فعزله بعد ثلاث سنين من خلافته ثم ولي الحرس للربيع بن سابور مولى بني الحريش (?) وأما الشرط فولاها هشام لكعب بن حامد العبسي ثلاث عشرة سنة، ثم ولاه أرمينية وولاها بعده ليزيد بن يعلي بن ضخم العبسي (?)، وكان هشام يحب الأبهة فكان يحرسه ثمان مائة فارس أربع مائة من الشرط وأربع مائة من الحرس، وكان لا يسمح لأحد بأن يسير في موكب إلا أخاه مسلمة (?)، وكان هشام يرسل الجيوش في الشام للفتوحات.

2 - العراق:

2 - العراق: يشمل العراق إدارياً ولايتي البصرة والكوفة ويعين لهما أحيانا أمير واحد وكانت واسط بعد تمصيرها، مقراً له، وكان يلي العراق وما يليه من عمل الشرق عمر بن هبيرة الفزاري قبيل مجيء هشام للحكم، فلما جاء هشام عزل ابن هبيرة عن ولاياته جميعها وعين بدله خالد بن عبد الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015