الشبهات ما ظن أن ينال بها من شخصية الإمام الزهري التي نالت الاحترام والتبجيل لدى جمهور المسلمين لما لها من مآثر خالده ومواقف محمودة في خدمة الإسلام والسنة النبوية الشريفة (?) وإليك أهم شبهاته مع مناقشتها وتفنيدها بالحجج الدامغة والبراهين الساطعة والأدلة الراسخة.
أ- ما أثير حول صلته بالأمويين وذهابه للقصور:
كان من الشبه التي أثارها: جولد تسهير حول الإمام الزهري قوله: إنه لم يتجنب الذهاب إلى القصر ويتحرك في حاشية (?) السلطان ويعني: جولد تسهير بالقصر - دار الخلافة - وهي كما هي معلوم بيت المسلمين العام، ومقر قيادتهم العليا المسئولة عن إدارة شؤونهم الدينية والدنيوية وفق التعاليم الإسلامية المستمدة من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن هنا كان لكل مسلم الحق كل الحق في الذهاب إلى تلك الدار ودخولها متى شاء لرفع حاجة أو دفع ظلم، أو إسداء نصح، أو تبليغ علم، أو توضيح مسألة قد تكون خافية على أولي الأمر ليصححوا بها ما قد يقع منهم من خطأ أو يظهروا بها ما يترتب عليها من مصلحة للأمة وكان السلف من الصحابة والتابعين لا يترددون في الذهاب إلى دار الخلافة لأمر من تلك الأمور، وقد يرون ذلك واجباً أحياناً إذا كان سبباً لتصحيح خطأ أو رفع أو تحقيق حق وإزالة باطل، ولم يكن الإمام الزهري إلا واحداً ممن قاموا بواجبهم في هذا الميدان حينما قدر الله تعالى له أن يتصل بني أمية وقد رأينا ذلك عند اتصاله بعبد الملك وتصحيحه لخطأ وقع فيه الوليد، كما رأيناه يقدم النصح إلى هشام بن عبد الملك، في مسألة من أهم المسائل العامة وهي: إشارته عليه بعزل ولي عهده الوليد بن يزيد لما عرف عنه من اللهو والمجون وهكذا كانت صلته بالأمويين من بدايتها إلى نهايتها، لكن جولد تسهير أبى إلا أن يعّرض بها ويشير حولها الشبهات من غير أن يقدم لنا دليلاً واحداً يمكن أن يستند إليه في شبهته بل كل الشواهد والأدلة التي مّرت معنا في سيرته تؤكد أن صلته بهم كانت صلة شريفة الغاية نزيهة المقصد لم يترتب عليها ما يخل بأمانته وعدالته وتوثيقه، وأنها كانت حركة مباركة ضمن حركة أفاضل عصره من أهل النصح والتبليغ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (?).
ب- قبوله منصب القضاء:
ومن شبه جولد تسهير التي آثارها حول الإمام الزهري هي قوله وفي عهد يزيد الثاني قبل منصب القضاء، إلى أن قال: وإنهم كانوا يعدون من قبل منصب القضاء غير ثقة (?)، ويرد عليه بأن القضاء منصب رفيع وإن المسلمين أجمعوا على