12 - اهتمامه بحلبات السباق:

كان هشام بن عبد الملك بن مروان يستجيد الخيل، وأقام الحلبة فاجتمع له من خيله فيها وخيل غيره أربعة آلاف فرس، ولم يكن ذلك في جاهلية ولا إسلام لأحد من الناس (?)، وكان هشام يقبل الهدايا من الخيل، ويقيم حلبات السباق لها، ويصلح الطرق ويوسعها لأجل ذلك، وكان يفرح كثيراً إذا فازت خيله في السباق ويطلب من الشعراء وصف الفرس أو الحصان الفائز (?).

13 - اهتمامه بالآثار الأدبية الخاصة بالأمم الأخرى:

كان الخليفة هشام بن عبد الملك مشغوفاً بالإطلاع على الآثار الأدبية الخاصة بالأمم الأخرى، فقد أمر بترجمة كتاب عن تاريخ فارس وتسرب هذا الشغف إلى المحيطين به فترجم سالم مولاه بعض كتب أرسطو إلى العربية، كما ورث ابنه جبلة بن سالم عن أبيه كثيراً من معارفه وعلومه فترجم بعض الآثار التاريخية إلى العربية (?).

14 - معامته لأهل الكتاب:

سمح هشام للنصارى الملكانيين أن يعيدوا شغل كرسي أنطاكيا وعينو صديقه اصطفان بطريقاً عليهم، وكان رفيقاً بجميع النصارى، ففي عهده دخل البطرك ميخائيل مدينة الإسكندرية في احتفال - مشهور - بين يديه الشموع والصلبان والأناجيل والكهنة يصيحون لقد أرسل الرب إلينا الداعي المأمون الذي هو مرقس الجديد (?).

سابعاً: العلماء في عهد هشام بن عبد الملك:

عندما تولى هشام بن عبد الملك حاول تقريب بعض العلماء والاستفادة منهم ولكن إلى حد ما، ومن أشهر هؤلاء العالم الجليل محمد بن مسلم الزهري، والإمام الأوزاعي وأبو الزناد وغيرهم، وكان تأثير هؤلاء العلماء في اتخاذ القرار في بعض الجوانب، وبطريق غير مباشر من خلال تأثير قربهم من الخليفة وأسرته - لاسيما الزهري - على سلوك هشام وسيرته، وسيأتي الحديث عن ذلك عند ترجمة الإمام الزهري بإذن الله تعالى. ولعل الذي حد من تأثير العلماء في توجيه القرار في عهد هشام - مقارنة بتأثيرهم في عهد عمر بن عبد العزيز - وهو محاولة هشام أن يمسك العصا من الوسط، فحاول أن يسير وسطاً بين سياسة عمر بن عبد العزيز الإسلامية الخالصة وسياسة الملك، ووسطاً بين عصبية القبائل القيسية واليمانية (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015