ليزيد بن عبد الملك ويكون ذلك في كتاب مختوم يفتح بعد موت سليمان ولم يكن يعلم لمن عهد سليمان بالخلافة من بعده إلا رجاء، وقد حاول هشام أن يستدرج رجاء لمعرفة من استخلف سليمان من بعده، ولما رفض رجاء إخباره استغرب هشام ذلك، لاعتقاده بأنه أحق الجميع بالخلافة (?). فقد قال رجاء لقيني هشام بن عبد الملك فقال: يا رجاء أن لي بك حرمة ومودة ... فاعلمنى هذا الأمر، فأن كان إلي عملت وإن كان إلى غيري تكلمت فليس مثلي قصّر به، قال رجاء فأبيت ... فأنصرف هشام وقد يئس ويضرب بإحدى يديه على الأخرى وهو يقول: فإلى من نحيت عني؟ أتخرج من ولد عبد الملك (?). فسيرة هشام تدل على رغبته الملحة بالخلافة (?)، وأما بالنسبة لبيعة هشام بولاية العهد، فقد كان للظروف السياسية دورها الفعال في ذلك فعندما أراد يزيد بن عبد الملك أن يُرسل جيشاً لقتال يزيد بن المهلب في العراق، أشار العباس بن الوليد على يزيد أن يولي العهد لأخيه عبد العزيز ابن الوليد، ومن بعده للوليد بن يزيد، وبين أن الوليد كان صغيراً، كما علل العباس طلبه بالخوف من إرجاف أهل العراق بعد أن يشيع موت الخليفة، فأجاب يزيد الموافقة ووعد بأن يبايع لعبد العزيز بن الوليد في اليوم التالي، ويبدو أن الخبر وصل هشاماً فذهب وقابل أخاه مسلمة (?) الذي قام بدوره بمقابلة يزيد وإقناعه بالبيعة لهشام بولاية العهد ومن
بعده الوليد (?) بن يزيد وكان ذلك عام 101 هـ على الأرجح (?)، وكانت العلاقة بين الخليفة يزيد بن عبد الملك وأخيه هشام، ولي عهده، حسنة نسبياً رغم ندم الخليفة يزيد على إسناد ولاية العهد لهشام، فكان يقول: كلما رأى ابنه يزيد: ... الله بيني وبين من جعل هشاماً بيني وبينك (?)، فقد كبر الوليد وأدرك حياة أبيه، ولربما كان مرد ذلك لخشية يزيد على ابنه الوليد من أخيه هشاماً بعد موته، وإن كان قد أخذ على هشام المواثيق بأن لا يحرم الوليد من ولاية عهده (?).
توفي يزيد بن عبد الملك يوم الجمعة لخمس ليال بقين من شعبان سنة 105 هـ وجاء البريد لهشام بشارتي الخلافة والخاتم وهو بالزيتونة (?)، وما لبث هشام حتى ذهب إلى الرصافة (?) ثم ركب هشام من الرصافة حتى أتى دمشق (?). فبويع بها في اليوم الأول من شهر رمضان عام