الفصل العاشر
بنو عبد الملك يزيد وهشام
هو يزيد بن عبد الملك بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أبو خالد القرشي الأموي، أمير المؤمنين، وأمَّه عاتكة بنت يزيد بن معاوية (?). ولد بدمشق سنة 71 هـ وقيل 72 هـ وقيل 66 هـ والأرجح 72 هـ وكان رجلاً طويلاً جسيماً أبيض مدور الوجه لم يتكَّهل (?).
كان قبل الخلافة محبوباً في قريش، بجميل مأخذه بنفسه وهديه وتواضعه وقصده وكان الناس لا يشكون إذا صار إليه الأمر أن يسير بسيرة عمر لما ظهر منه (?)، وقد تلقى تربيته على علماء من أهل الدين والفضل فكان منهم الضحاك بن مزاحم وعامر بن شراحبيل، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، ومحمد بن مسلم الزهري (?) وهؤلاء العلماء اختارهم عبد الملك لتربية أولاده، وقد تأدب يزيد على يد إسماعيل بن أبي المهاجر والزهري (?). وكان يكثر من مجالسة العلماء قبل أن يلي الخلافة، ويغشى مجالسهم، ويحضر حلقاتهم ويتأدب بآدابهم ويصغي لكلامهم ويقبل توجيهاتهم ويأخذ العلم عنهم، وشيوخه الذي تلقى عنهم العلم، مكحول، والزهري في الشام والمقبري وابن أبي العتاب من علماء المدينة (?)، وعلى ما يبدو أنه بلغ درجة رفيعة من العلم وبخاصة حفظ الحديث وروايته جعلت بعضهم يعده من المحدثين (?) وعن ابن جابر قال: أقبل يزيد بن عبد الملك إلى مجلس مكحول، فهممنا أن نُوسَّع له فقال: دعوه يتعلم التواضع (?)، وقد كان رأي عمر بن عبد العزيز فيه حسناً (?).