ومات هشام بن عبد الملك وخلف أحد عشر ابناً فقسمت تركته وأصاب كل واحد من تركته ألف ألف، ورأيت رجلاً من ولد عمر بن عبد العزيز قد حمل في يوم واحد على مائة فرس في سبيل الله عز وجل، ورأيت رجلاً من ولد هشام يتصدق عليه (?). وما مضى يظهر لنا جليا أن المال الذي ورثه عمر بن عبد العزيز من أبيه ـ وهو مال كثير ـ أخذ في التناقص حتى توفي ـ رحمه الله ورضي الله عنه (?).

11 ـ ثناء الناس على عمر بن عبد العزيز بعد وفاته:

أـ مسلمة بن عبد الملك: حين توفي عمر ورآه مسجى قال يرحمك الله لقد لينت لنا قلوباً قاسية وأبقيت لنا في الصالحين ذكراً (?).

ب ـ فاطمة بنت عبد الملك: فعن وهيب بن الورد، قال: بلغنا أن عمر بن عبد العزيز لما توفي جاء الفقهاء إلى زوجته يعزونها، فقالوا لها: جئناك لنعزيك بعمر، فقد عمت مصيبة الأمة، فأخبرينا يرحمك الله عن عمر: كيف كانت حاله في بيته؟ فإن أعلم الناس بالرجل أهله. فقالت: والله ما كان عمر بأكثركم صلاة ولا صياماً ولكني والله ما رأيت عبداً لله قط أشد خوفاً لله من عمر، والله إن كان ليكون من المكان الذي ينتهي إليه سرور الرجل بأهله، بيني وبينه لحاف، فيخطر على قلبه الشئ من أمر الله، فينتفض كما ينتفض طائر وقع في الماء، ثم يشجب، ثم يرتفع بكاؤه حتى أقول: والله لتخرجن نفسه فأطرح اللحاف عني وعنه، رحمة له وأنا أقول: يا ليتنا كان بيننا وبين هذه الإمارة بعد المشرقين، فوالله ما رأينا سروراً منذ دخلنا فيها (?).

ج ـ الحسن البصري: لما أتى الحسن موت عمر بن عبد العزيز قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، يا صاحب كل خير (?).

ح ـ مكحول: ما رأيت أزهد ولا أخوف لله من عمر بن عبد العزيز.

د ـ يزيد بن حوشب: ما رأيت أخوف من الحسن البصري وعمر بن عبد العزيز (?)، كأن النار لم تخلق إلا لهما (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015