2 ـ هلا أقمت حتى تفطر ثم تخرج:

إستدعى عمر بن عبد العزيز عامله على خراسان، فما كان من العامل إلا أن أسرع بالمغادرة إلى الخليفة تنفيذاً لا مره وعندما وصل إلى مقر الخلافة في دمشق ورأى الخليفة ملامح التعب والإجهاد على وجهه، سأله: متى خرجت؟ فقال: في شهر رمضان، فقال له عمر: قد صدق من وصفك بالجفاء!! هلا أقمت حتى تفطر، ثم تخرج (?).

3 ـ لاتعنت الناس ولا تعسرهم ولا تشق عليهم:

ذكر ابن سعد أن ـ ميمون بن مهران ـ وكان على ديوان دمشق، قال: ففرضوا لرجل زمِن (?)، فقلت: الزمن ينبغي أن يحسن إليه فأما أن يا خذ فريضة رجل صحيح فلا. فشكوني إلى عمر بن عبد العزيز، فقالوا له: إنه يتعنتنا ويشق علينا، ويعسرنا. قال: فكتب إلي: إذا أتاك هذا فلا تعنت الناس ولا تعسرهم، ولا تشق عليهم فإني لا أحب ذلك (?)، فكتب إليه عمر إنطلاقاً من مبدأ المرونة وتسهيل الأمور.

4 ـ المرونة في الحوار والتفاهم:

فقد كان الحوار الهادي ومقارعة الحجة بالحجة أسلوبه في حواره ومناظراته ـ كما مر معنا مع الخوارج ـ فقد حدث أن: دخل على عمر أناس من الحرورية، فذاكروه شيئاً، فأشار إليه بعض جلسائه أن يرعبهم، ويتغير عليهم فلم يزل عمر بن عبد العزيز يرفق بهم حتى أخذ عليهم، ورضوا منه أن يرزقهم ويكسوهم مابقي فخرجوا على ذلك، فلما خرجوا ضرب عمر ركبة رجل يليه من أصحابه، فقال: يا فلان إذا قدرت على دواء تشفي به صاحبك، دون الكي فلا تكوينه أبداً (?)، وأبدى مرونة في كافة أساليب التعامل معهم (?).

5 ـ المرونة الفكرية:

كان عمر يتحلى بالمرونة الفكرية، متجنباً الجمود والتشدد، فقد حدث ـ كما مر معنا ـ أن أرسل عمر يزيد بن أبي مالك، والحارث بن محمد، ليعلما الناس السنة وأجرى عليهم الأرزاق، فقبل يزيد ولم يقبل الحارث وقال: ما كنت لا خذ على علم علمنيه الله أجراً، فذكر ذلك لعمر، فقال: ما نعلم بما صنع يزيد بأساً، وأكثر الله فينا مثل الحارث (?). فلم يتخذ موقفاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015