وَتَقُولُ: بَلِلْتُ بِالْقَوْمِ أَيِّ صَلِيتُ بِهِمْ.
قَالَ الْأَخْطَلُ: وَلَوْ بِبَنِي ذُبْيَانَ بَلَّتْ رِمَاحُنَا ... لَقَرَّتْ بِهِمْ عَيْنِي وَبَاءَ بِهِمْ وِتْرِي
يُقَالُ: مِنْهُ بَلِلْتَ تَبَلُّ بَلَالَةً وَبُلُولًا.
وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ يَذْكُرُ عَرُوسًا عَجَزَ عَنْهَا زَوْجُهَا: فَأَضْحَتْ تَمَرَّى لَمْ تَضَعْ صَفْحَةً لَهَا ... بِجُمْعٍ وَلَمْ يَعْرَقْ عَلَيْهَا عِذَارُهَا
وَلَو أَنَّهَا بَلَّتْ بِحَبْلِي لَأَصْبَحَتْ ... طَلِيحًا قَلِيلًا لِلْعُيُونِ انْتِظَارُهَا
قَوْلُهُ: بِجُمْعٍ أَيْ لَمْ تُقْتَضَّ، يُقَالُ: أَمْرُ بَنِي فُلَانٍ بِجُمْعٍ، أَيْ لَمْ يُفْرَغْ مِنْهُ، وَتَقُولُ: جِئْتُ أَتَنَصَّلُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ، أَيْ أَعْتَذِرُ مِنْهُ، لأَخْرُجَ مِنْ ذَنْبِي، كَمَا يَنْصُلُ السِّنَانُ مِنَ الرُّمْحِ إِذَا سَقَطَ.
وَأَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، لِبَعْضِ الْمَدَنِيِّينَ: لَوْ كَانَ وَالِدُهُ تَنَصَّلَ عِرْقَهُ ... لَصَفَتْ طَبَائِعُهُ لِعِرْقِ الْوَالِدِ
أَيِ اسْتَخْلَصَ.
وَيُرْوَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَامَ خَطِيبًا، فَقَالَ: كُلَّمَا أَظَلَّتْ عَلَيْكُمْ سَرِيَّةٌ لِأَهْلِ الشَّامِ، أَغْلَقَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بَابَهُ، وَانْجَحَرَ فِي بَيْتِهِ انْجِحَارَ الضَّبِّ فِي جُحْرِهِ، أَوِ الضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا، الذَّلِيلُ وَاللَّهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ، وَمَنْ رَمَى وَاللَّهِ بِكُمْ، فَقَدْ رَمَى بِأَفْوَقِ نَاصِلٍ، فَقُبْحًا لَكُمْ، وَتَرْحًا يَوْمَ أُنَادِيكُمْ، وَيَوْمَ أُنَاجِيكُمْ، فَلَا أَحْرَارٌ عِنْدَ النِّدَاءِ، وَلَا