إذا كانوا قد قالوا له ذلك، فما الحل؟ هو رفع الأمر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الأستاذ، وهو المعني بالمسألة نرفعها إليه فماذا يقول؟ فرفعوا الأمر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((اكتب فوالذي نفسي بيده، فما خرج مني إلا حق)) اكتب فعل أمر يعني ما خرج مني إلا حق، يعني كل الذي أنطق به حق من عند الله -تبارك وتعالى- هذا واضح حق {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ} (يونس: 32).

فنحن أمة الإسلام ليس لنا من حق إلا ما جاءنا من عند الله -عز وجل- فما دام النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينطق إلا بالحق، فهذا الحق له مصدر واحد، وهو الله -تبارك وتعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ولذلك هذا الحديث يقتضي أن نوقن بأن السنة وحي من عند الله -تبارك وتعالى-.

أيضًا الحديث الذي رواه الإمام أبو داود وغيره من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الحديث المقدام بن معد يكرب أو كرب ((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه)) أوتيت الكتاب، وهو القرآن، وأوتيت الكتاب هنا "أوتيت" فعل مبني للمجهول تدل على أن هناك من جاء بالقرآن للنبي -صلى الله عليه وسلم-. النبي -صلى الله عليه وسلم- أتي بالقرآن إليه ((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه)) لم يقل ألا إني جئت بالكتاب مثلًا أو إني أتيت بالكتاب، إنما أوتيت الكتاب ومثله معه.

الكتاب معروف، وهو القرآن الكريم، فما هو ذلك المثل الذي معه؟ إنه السنة، وحتمًا لا بد أن تكون السنة، وإذا لم يقتنع البعض بهذا سنطرح عليهم السؤال مرة ثانية، إذا لم يكونوا مصدقين بذلك فليخبرونا ما هو هذا المثل الذي أعطاه الله تعالى لنبيه مثل القرآن الكريم تمامًا، لا شيء غير السنة ((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه)) هذه المثلية لا تحمل إلا على غير السنة المطهرة.

إذن هذه بعض الأدلة على أن السنة وحي من عند الله -تبارك وتعالى- بقي أن أجيب على السؤال الذي أثرته، ولم أجب عليه، هل حين نقول إن السنة وحي من عند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015