عبد الله بن عمرو بن العاص، فحدثني بما سمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأملى علي، فكتبته بيدي، فلم أزد حرفًا، ولم أنقص حرفًا.
حدثني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله لا يحب الفاحش والمتفحش، ولا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش، وقطيعة الرحم، وسوء المجاورة، وحتى يؤمن الخائن ويخون الأمين)) وقال: ((ألا إن موعدكم حوض عرضه وطوله واحد، وهو كما بين أيلة ومكة، وهو مسيرة شهر، فيه مثل النجوم أباريق)) "فيه مثل النجوم أباريق" يعني يقصد أن أكوابه وكيزانه عدد نجوم السماء ((وشرابه أشد بياضًا من الفضة، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا)) فقال عبيد الله: ما سمعت في الحوض حديثًا أثبت من هذا، فصدق به وأخذ الصحيفةفحبسها عنده.
إذن يعني جئنا بحديث من أحاديث الصحيفة لنبين أن الصحيفة موجودة، وأنها روى منها عبد الله بن عمرو بن العاص، وكتب عنه بعض تلاميذه، وهذا الحديث موجود عند الإمام أحمد.
والحديث تضمن فقرات يعني موجودة في كثير من الصحيح من المصادر ((إن الله لا يحب الفاحش والمتفحش)) هذا ورد في الصحيح، وأيضًا أحاديث الحوض صحيحة وكثيرة جدًّا، بل إن ابن حجر -رحمه الله تعالى- وغيره في الفتح أشاروا إلى أن أحاديث الحوض متواترة.
يقول ابن حجر: جمعت طرقها فبلغت بها أكثر من خمسين صحابيًّا وبلغني أن بعض المتأخرين اشتغل بجمعها فوصل إلى أكثر من ثمانين صحابيًّا. والمهم أن هذه الصحيفة.
وابن الأثير يقول في (أسد الغابة) عن هذه الصحيفة: "إن عدتها ألف حديث" يعني صحيفة واحدة بها ألف حديث من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضم هذه