بها. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أخبروه أن الله يحبه)). هذا حديث رواه البخاري في كتاب التوحيد، في الباب الأول منه، ورواه مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب صلاة المسافرين، باب: فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} واللفظ الذي أوردناه هنا هو لفظ مسلم -رحم الله الجميع-.
إذًا، هذه أمثلة للإقرار، وأمثلته كثيرة جدًّا في السنة. أما الصفات الخلقية: مثل: ما ورد في وصفه -صلى الله عليه وسلم- من حديث البراء بن عازب: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس وجهًا، وأحسنهم خلقًا، ليس بالطويل البائن، وليس بالقصير، وهو وسط بين الطول والقصر. والبراء أيضًا سئل: أكان وجهه -صلى الله عليه وسلم- مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر. يقصد: أن وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشرق منير مثل القمر، وليس لامعا فقط مثل السيف. وهذا حديث أيضًا من الأحاديث المتكررة في صفات النبي -صلى الله عليه وسلم- الخلقية، رواها البخاري في كتاب المناقب، باب: صفة النبي -صلى الله عليه وسلم-. وروى الإمام مسلم معظمها أيضًا في كتاب الفضائل، والألفاظ التي معنا من عند البخاري -رحمه الله تعالى- وغير ذلك كثير.
كل كتب السيرة عنيت بذكر أوصافه -صلى الله عليه وسلم-، وهي من السنة؛ لأننا لابد أن نعلم ما هي الصفات الخلقية للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولكي نتأكد أنه -صلى الله عليه وسلم- قد خلق على نفس الصفات التي وجدت له في الكتب السابقة. وقد ورد ذكره بخُلقه وخَلقه في الكتب السابقة؛ وأيضًا لكي نتشبه بما يمكن أن نتشبه به، وأن نقتدي به من الصفات الخلقية، مثل: هيئة اللحية، وهيئة الشعر، وهيئة المشي، وما إلى ذلك. كل هذه جوانب وإن كانت خلقية، لكننا نستطيع أن نجعلها جزءا من سلوكنا؛ اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وأيضًا لنتأكد أن الله تعالى قد خلقه على أكمل هيئة وأحسن صورة؛ ولكي ندافع عنه -صلى الله عليه وسلم- إذا وصفه أحد في خلقه بما ليس فيه -صلى الله عليه وسلم-.