الفئة المؤمنة عُوقبت في أكثر من غزوة بأن تخلَّى عنها النصر، أو ابتعد عنها لما تخلَّت عن طاعة الله تعالى وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وذلك في غزوة أحد مثلًا، لما ترك الرماة الموقف الذي أوقفهم إيَّاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وطلب إليهم ألا يغادروه مهما كان وضع المعركة بين المسلمين والكفار، لكنهم تصوَّروا أن المعركة انتهت لما كان النصر في أول الأمر للمسلمين؛ فنزلوا من على الجبل وكُشف ظهر المسلمين، وكان ذلك سببًا من أسباب انكسار المسلمين في تلك الغزوة بعد أن كان النصر معهم في أول المعركة.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} ولأننا قلنا من أول الأمر: إننا سنتوقف مع الآيات التي دلَّت في صراحة ووضوح على وجوب اتباع السنة، فإننا لن نتوقف مع الآيات التي تتضمن ذلك ضمنًا؛ حتى لا ينازع منازع في سلامة الأدلة التي نسوقها للاستدلال على هذه القضية الإيمانية العقدية الخطيرة، وهي وجوب اتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

في آل عمران، وفي النساء مجموعة من الآيات كثيرة، في المائدة، في الأنعام، في الأعراف، في الأنفال، في التوبة، القرآن على مسيرته.

في سورة النور مجموعة من الآيات التي تُحتّم طاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد طاعة الله تعالى، وأيضًا سياق الآيات خطير حقيقة في سورة النور، كما كان في كثير من الآيات التي أشرنا إليها؛ لأننا أيضًا ننبه إلى ضرورة التنبه إلى دلالات الآيات، ليس المراد سرد الآيات فقط، وإنما التنبه إلى دلالاتها على القضية التي نستدلّ بها عليها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015