بقوله: ((متكئ على أريكته)) أنه من أصحاب الترف والدِّعة الذين لزموا البيوت ولم يطلبوا العلم" إلى آخر ما قال -رحمه الله تعالى، هذا كلامه في كتاب (الدفاع عن السنة).
يقول شيخنا الشيخ أبو شهبة -رحمه الله- تتمَّة لكلامه السابق: "وقد دلَّ الحديث على معجزة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد ظهرت فئة في القديم والحديث تدعو إلى هذه الدعوة الخبيثة، وهي الاكتفاء بالقرآن عن الحديث، وغرضهم هدم نصف الدين، أو إن شئت فقل: تقويض الدين كله؛ لأنه إذا أُهملت الأحاديث والسنن فسيؤدِّي ذلك -ولا ريب- إلى استعجام كثير من القرآن على الأمة، وعدم معرفة المراد منه، وإذا أُهملت الأحاديث واستعجم القرآن فقل على الإسلام العفاء".
فالشيخ -رحمه الله- يوضح هدف هذه الدعوى الخبيثة، بأن غرضها هو تضييع الإسلام؛ من عدم الأخذ بالسنة، ومن استعجام القرآن الكريم الذي يتوقَّف في فهمه على السنة المطهّرة، ونستطيع أن نقول: إن هناك أحاديث أخرى وردت في بيان هذه الطائفة من ذلك ما رواه أبو رافع، فعن أبي رافع -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا ألفين أحدكم متكئًا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا ندري، ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه)).
قوله: ((لا أُلفينَّ)) ينهى يقول: لا أجدن، يعني: لا أريد أن أجد أحدًا يصل إلى هذه الحالة، النبي -صلى الله عليه وسلم- ينهى هنا عن هذه الحالة على سبيل المبالغة، وعلى سبيل النهي الجازم الذي لا يصح أن يصل إليه مسلم في معاداته للسنة المطهرة واكتفائه بالقرآن الكريم.
وأيضًا، الانتباه إلى هذا الرجل المتكئ على أريكته بمعنى: أنه في دعة وترف، ولا يُعاني في طلب العلم، ولا في أفهام العلماء، ولا يدور على المشايخ، إلى آخر ما