شبهة خالية من كل انحراف أو ضلال، وبفضل الله -عز وجل- الأجيال اللاحقة تتواصل مع الأجيال السابقة على نفس الدرب، درب الدفاع عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
إذن -كما قلت- ستظل السنة محطًّا للأنظار وللإشكالات من الأعداء؛ لأنها الهدف الأول أو هي خط الدفاع الأول عن الإسلام وأهله، وعن القرآن الكريم، إذا جاز لنا أن نستعير بعض التعبيرات العسكرية أو غيرها السائدة الآن.
ما هي الشبهة؟ ما هو مفهومها؟ ابن منظور -رحمه الله تعالى- في مادة شبَهَ يقول المشبهات من الأمور هي المشكلات، والمُتَشَابهات هي المتماثلات، يذكر لنا معنيين يدوران حول مادة شبه: الأول وهي كلمة تسوية وتمثيل، هذا شبه فلان يعني مثله، فهما متشابهان ومتساويان تمامًا، والأخرى تعني المشكلات، هذا الأمر مشتبه أو مشبه عليّ يعني فيه مشكلة في فهمه.
يواصل ابن منظور كلامه ويقول: والفتنة إذا أقبلت شبَّهت على القوم، وأرتهم أنهم على الحق، حتى يدخلوا فيه ويركبوا متنها، يركبوا متن الفتنة، ومعناها يفعلون ما لا يحل، وإذا أدبرت وانقضت بان أمرها؛ فعلم من دخل فيها أنه كان على الخطأ. إذًا الفتنة نوع من التلبيس شبَّهت على القوم وزينت لهم أنهم على الحق، فإذا دخلوا فيها وانحرفوا ووقعوا في أخطاء كثيرة بعد أن تنقشع هذه الفتنة يكتشفون أنهم كانوا على خطأ، لكن لاتَ ساعة مندم.
وشبه عليه الأمر أي: خَلّط عليه حتى التبس بغيره، والشبهة هي الالتباس،