النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغضّ للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء)) وهذا أيضًا اتفق على رواية البخاري ومسلم -رحمهما الله تعالى- في كتاب النكاح عند كل منهما.
إذن، علاقة التوافق هذا أو التأكيد أو التعاون على إثبات الحقائق الإيمانية في كل جوانب الحياة، هذا منهج تلاقى فيه القرآن، وتلاقت فيه السنة المطهرة مع القرآن الكريم، وهو نوع من العلاقة التي أشار إليها العلماء بين القرآن الكريم وبين السنة المطهرة.
لكن على كل حال قد يزعم البعض من خلال هذه العلاقة أنه يمكن الاكتفاء بالقرآن الكريم، لا داعي للأحاديث التي تؤكِّد القرآن أو توافقه؛ القرآن لا يحتاج إلى تأكيد ولا إلى موافقة، يكفي أنه كلام الله تعالى، وقد يكون لهذا الكلام خِداعه وبريقه.
المحور الثاني: هو أن السنة تُبيِّن القرآن الكريم: هذا البيان ثابتٌ بنصِّ القرآن الكريم، يعني: أنها مهمة لا نمنحها نحن للسنة المطهرة من باب التعصب، أو من باب الرَّدِّ على الخصوم بدون أدلة، هذه المهمة هي مهمة قرآنية، بمعنى: أن الله -تبارك وتعالى- هو الذي أوكَل إلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- مهمة بيان الذكر الذي نُزِّل إليهم، كما قال سبحانه في سورة النحل: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل: 44)؛ فالله تعالى هو الذي أنزل الذكر.
سواء قلنا: إن المراد بالذكر هو القرآن أو السنة أو هما معًا؛ فإن الله -تبارك وتعالى- قد بيَّن أن مهمة بيان القرآن الكريم موكولةٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.