يتعارض مع القرآن الكريم، ها نحن أثبتنا بالأدلة أنه لا يتعارض مع القرآن الكريم، وإنما هو حق وصِدْق ثبت بالقرآن الكريم بنفسه.
الخلاصة: الذي يعلم شيئًا من الغيب هو الرسل فقط، وليس كل الغيب، إنما ما أراده الله أن يعلِّمهم إياه؛ تدعيمًا لرسالتهم.
وبعد أن وضع الله -عز وجل- هذه القاعدة كقاعدة عامة ذكرنا بعض الأدلة مع بعض الأنبياء الذين وقعت لهم بعض الأمور التي تدل على علم شيء من الغيب الذي لم يحدث بعدُ، وهذا تعريف الغيب الذي لم يأتِ بعد: {لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا} إلى آخر ما ذكرناه من الأدلة.
لكنَّ الأمور التي انفرد الله بعلمها لا يتكلم فيها أحد أبدًا، لمَّا سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الساعة قال: ((ما المسئول عنها بأعلم من السائل)) قلنا: إنه وضع إجابة تشمل كل سائل وكل مسئول إلى يوم القيامة؛ لأن علم الساعة من الأمور التي انفرد بها الله -عز وجل- في أكثر من آية: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} (النازعات: 42) في الأعراف: {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} (الأعراف: 187). لا أحد يتكلم في "متى الساعة؟ "؛ ولذلك كما قلنا لمّا سأل جبريل -عليه السلام- النبي -صلى الله عليه وسلم-: متى الساعة؟ لم يقل النبي -صلى الله عليه وسلم-له: لا أعلم، إنما لأنه يعلم أن هذا ما انفرد الله تعالى بعلمه، قال: ((ما المسئول عنها بأعلم من السائل)) لتشمل الإجابة كل سائل وكل مسئول إلى يوم أن يرث الله الأرض ومَن عليها.
لذلك تكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- عن بعض أشراط الساعة في نفس الحديث: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} (محمد: 18) أشراط: جمع شَرَط، والشَّرَط: هو العلامة؛ ولذلك في الحديث أيضًا جبريل: فأخبرني عن علاماتها، أو فأخبرني عن أشراطها. وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بما علمه الله